يتحمل الرعاة وناهبو العقار جزءا كبيرا من مسؤولية إحراق غابات الجزائر عبر مختلف الولايات، خصوصا في فصل الصيف، وهو ما تسبب في إتلاف عشرات ألاف الهكتارات من الشريط الغابي والنباتي، وامتد بمساعدة العوامل المناخية ليقضي على الحقول والمزارع وصناديق النحل. يؤكد مواطنون عبر مختلف الولايات التي تعرضت للحريق على غرار بجاية، بومرداس، تيزي وزو، سطيف البويرة... أن رعاة الأغنام والأبقار والماعز يتحملون جزءا من المسؤولية في نشوب الحرائق مع دخول فصل الصيف من كل سنة، ويفسر لنا الحاج عبد القادر من ولاية عين الدفلى، طريقتهم في ذلك بالقول "بعدما لا يجد الرعاة أماكن عشبية لرعي مواشيهم داخل الغابات وفي الهضاب، يعمدون لإشعال حرائق في الغابات للقضاء على الغطاء النباتي الذي لا تستهلكه المواشي، وبعد الحرائق ينمو غطاء نباتي جديد وغضّ بمجرد تساقط أمطار الخريف الأولى، فيستغل الرعاة الغطاء النباتي الجديد لرعي المواشي، ويعيدون الكرة كل سنة..."، ولا يأبه بعض الرعاة أثناء إشعالهم الحرائق لامتداد ألسنة اللهب إلى الغابات المجاورة والحقول وحتى المساكن بفعل العوامل المناخية المساعدة خاصة الرياح والحرّ الشديد، فكل همهم توفير المأكل لمواشيهم. ومثلهم، يعمد ناهبو العقار إلى إحراق الغابات تمهيدا للاستيلاء على الأراضي لاستعمالها لاحقا في الزراعة، بعد القضاء على الشريط النباتي والأحراش، أو يستغلونها للتوسع العمراني ببناء مساكن بطريقة غير قانونية. ويساهم كذلك سياح الغابات في نشوب الحرائق، بسبب تصرفات لها عواقب وخيمة لاحقا على الغطاء النباتي، فبعض الشباب يشعلون النار للشواء وعند المغادرة لا يطفئونها جيدا بالماء، بل يكتفون بتغطيتها ببعض التراب، فتساهم الحرارة الشديدة في إعادة إشعالها، وأخرون يتركون وراءهم قارورات زجاجية ومواد سريعة الاشتعال ويغادرون.