علمت "الشروق" من مصادر محلية أن مشروع الرحلة البحرية بالخط الرابط بين العاصمة باتجاه تيبازة، الذي دخل حيز الخدمة منذ شهر لم ينجح بالمستوى الذي يسير عليه الخط المقابل بالجهة الشرقية للوطن، الرابط بين العاصمة وجيجل مرورا ببجاية. فبعد الانطلاقة المحتشمة، التي ظلت محل انتظار من طرف المواطنين والفضوليين ومحبي التمتع بنسمات البحر هروبا من زحمة الطرقات على بعد مسافة تقل عن 100 كيلومتر، وجد هؤلاء أنفسهم أمام عقبة تعطل محرك الباخرة تارة وعدم وصولها إلى تيبازة وبين استحالة ولوج ميناء شرشال بسبب ضيق موقع الرسو تارة أخرى. عبر العديد من المواطنين الذين يفضلون الرحلات البحرية والتمتع بزرقة المياه هروبا من زحمة الطرقات خاصة على مسافة قصيرة كالتي تربط بين العاصمة وتيبازة على مسافة 65 كلم وأكثر بقليل وصولا إلى غاية مدينة شرشال تزامنا والعطلة الصيفية، عن تذمرهم الشديد للعوائق التي لازمت التجربة منذ انطلاقها. فالمشروع الذي ظل حلما يراود كل من يقوم بالتردد على الولايتين يوميا اعترته العديد من المشاكل، منها الترويج الباهت للخط تليه الفترة المخصصة للرحلة التي لا تزيد عن يومين في الأسبوع حيث تم اختيار عطلة نهاية الأسبوع، أي الجمعة والسبت، لمباشرة الرحلة ثم التوقف طيلة الأيام المتبقية الأخرى وهي الفترة التي لم تلق ترحيبا من طرف المسافرين، لاسيما وتزامن فتح الخط مع فصل الصيف والعطلة الصيفية التي تعرف نزولا كبيرا للعاصميين نحو ولاية تيبازة. "الشروق" تنقلت إلى ميناء تيبازة يوم السبت من أجل الاستفسار عن صحة ما يشاع، انتظرنا موعد رسو الباخرة القادمة من مسمكة العاصمة مرورا بالجميلة ثم تيبازة لفترة من الزمن وحتى بعد الموعد المحدد بين التاسعة والنصف إلى العاشرة صباحا، غير أن انتظارنا لم يثمر بنتيجة لعدم وصولها إلى الميناء حيث قال لنا أحد المكلفين بالميناء إن عطلا يكون قد أصاب محرك الباخرة في ضواحي "لامادراك" لتعود من حيث أتت قبل وصولها إلى تيبازة، في حين أشارت مصادر أخرى إلى أن الباخرة لم ترس بميناء شرشال، إلا من خلال رحلتين منذ فتح الخط وتوقفت عن ولوجه تماما بعدما وجد المشرفون صعوبة في الرسو بسبب الضيق وعدم تخصيص المكان الملائم لها. فعلى الرغم من أن التجربة في حد ذاتها تعتبر مكسبا لقطاع النقل والسياحة معا، إلا أن ما يعاب عليه هو غياب الجدية والمتابعة في هذه المشاريع التي يمكن أن تعود بالإيجاب على المواطن، السائح والدولة معا.