شهد حيّ 400 سكن الجديد بكوريفة بالحراش، والمرحّلة إليه 400 عائلة حديثا، وكذا السكنات المجاورة له كارثة بيئية بامتياز، رغم أنّ الحي لم يمرّ سوى شهرين على شغله من طرف المرحلين إليه من مختلف المناطق بولاية الجزائر على غرار لاغلاسيار والكروش برغاية في إطار الحرب التي يقودها والي العاصمة عبد القادر زوخ للقضاء على القصدير لتحقيق مشروعه "عاصمة بدون قصدير". فرحة العائلات المرّحلة لم تكتمل رغم قبولها دخول السكنات من دون تهيئة خارجية، حيث تم منحهم وعودا بتتمتها بعد ترحيلهم مباشرة وهي التتمة، التي لا تجري هي الأخرى كما يرام، ليتفاجؤوا وبعد شهر فقط بظهور عيوب مشروع الصرّف الصّحي الخاص بحيّ 400 سكن الجديد وهو ما لم يكن يتوقّعه السكّان، ليجدوا أنفسهم وبتوالي الأيام واللّيالي التي قضوها مجبرين على طرق أبواب الجهات المعنية من دون استجابة فعلية لكبح الكارثة البيئية التي باتت تحيط بهم من كل مكان، حيث يغرق حيّهم في مياه الصّرف الصحيّ من دون حراك جاد وفعال من المسؤولين لا المحليّن منهم ولا القطاعيّين. ونجم عن الوضع انتشار كبير ومريع للروائح الكريهة التي لا تطاق وكذا أسراب البعوض الأمر الذي أثّر كثيرا على سكّان الحيّ ويومياتهم وزاد من معاناتهم وهم الذين فرحوا بخروجهم من جحيم القصدير. وتأثر السكان صحيا، لاسيما الأطفال، وبات الكثير منهم عرضة لمختلف الأمراض التنفسية والجلدية. وينذر استمرار الكارثة بوضع بيئي وصحي كارثي في حال عدم تحرّك الجهات المعنية سريعا وإيجاد حلّ للسكّان المحاصرين والغارقين وسط القذارة، هذا ولم يتوقف الأمر على ال400عائلة المرحلة حديثا فقط بل تعدّاه إلى باقي سكّان حي كوريفة المجاورين للحي ما يعكس مدى توسع الخطر البيئي المحدق بمئات العائلات، ولم يجد سكّان الحيّ بدّا من مناشدة الرجل الأول بالولاية للتدخل سريعا وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.