"الصدمة" هي الكلمة التي ترددت على ألسنة غالبية جرحى فاجعة اصطدام قطارين ببومرداس، ممن تحدثوا إلى "الشروق"، عما عايشوه خلال هذا الحادث، الذي خلف وفاة شخص، وإصابة 197 آخر. يقول "ش. مسعود"، من حي البرايدية ببلدية هراوة، البالغ من العمر 40 سنة، إنه لم يكن يتوقع مثل هذا الحادث الذي أدى إلى إصابته في الوجه وفي الرأس، ونقل على إثره إلى المستشفى لتلقي العلاج. وقال في هذا الشأن: " لا أزال أجهل إلى حد الآن الذي حدث، أنا صراحة أصبت بغيبوبة لحظة الاصطدام، ولما استيقظت وجدت نفسي ملقى على السرير في مستشفى بومرداس، ظننت أنه اعتداء إرهابي استهدف القطار أو انفجار قنبلة أدت إلى هذا الحادث... تأخرت عن الوصول إلى البيت لمدة ساعات إلى أن رن الهاتف في جيبي، وإذا بأفراد الأسرة يستفسرون عن حالتي.. من جهتها، "حنان. س"، من بومرداس، 37 سنة من عمرها، صحافية، أكدت أنها كانت حاضرة لحظة وقوع الاصطدام بين القطارين. وقالت: "كنت في العربة الأولى بقطار الضاحية، أجلس على المقعد الأول، وكانت الساعة الرابعة ودقيقتان، لما تحرك قطار الضاحية بعد توقف دام لحظات لإنزال المسافرين، وإذا بصوت أشبه بالانفجار يرتفع، ويرتفع معه صراخ المسافرين.. كانت صدمة عنيفة أدت إلى تحطم الزجاج واعوجاج الأعمدة والمقاعد إلى درجة أن انشقت بعض المقاعد وانشطرت إلى نصفين، في حين سارع الركاب إلى تكسير المنافذ والأبواب ومحاولة الخروج. فعلا، كانت صدمة عنيفة جعلت الجميع يفقد وعيه في تلك اللحظة، التي لا أزال أعيشها حتى الآن، إذ لا أزال مصابة بصداع حاد جراء الصدمة". الزميلة حنان، ونحن نستفسر عن سلامتها، قالت أيضا: "منذ 17 سنة وأنا أتنقل من بومرداس إلى العاصمة، ذهابا وإيابا، عبر قطار الضاحية، لم أشهد حادثا بهذا الشكل، وبهذا الهول.. لقد شعرت فعلا بالرعب والهول.. ربي يستر وبالتوفيق. من جهة ثانية، تعالت الأصوات بعد حادثة اصطدام قطارين ببومرداس، مطالبة بتحقيق معمق في توالي حوادث القطار شرق العاصمة، حيث يعد حادث بودواو، عشية أول أمس، الثالث من نوعه في ظرف سنة، على محور السكة شرق العاصمة.
محطة بودواو ضيقة وتفتقر إلى الإنارة وفي أولى ردود فعل مختلف الشرائح الاجتماعية حول حادث اصطدام القطارين، مساء السبت، بمحطة النقل عبر السكك الحديدية ببودواو، تباينت آراء من تحدثوا إلى "الشروق"، عن هول الحادثة وكذا أسباب ومسببات وقوعها بهذا الحجم الفظيع، معربين عن أملهم في أن يتم تدارك الأخطاء التقنية حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث، سواء في بودواو وبومرداس، أم عبر ربوع الوطن، غير أن الكل أجمع في هذا السياق على أن محطة بودواو شبه مهجورة، ضيقة، تنعدم فيها الإنارة، الأمن، وتغيب بها أشغال الصيانة، وأنها تحتوي على محورين اثنين من السكة الحديدية في اتجاهين متعاكسين، في وقت تحتاج إلى توسعة بمحاور ثانوية لتجنيب الاصطدام. كما أشار كل من تحدث إلى "الشروق"، إلى أن المحطة غير مهيأة من جميع الجوانب، فالمسالك المعبدة التي تؤدي من الطريق الوطني نحو المحطة بعيدة، الأمر الذي صعب من مهمة التدخل عشية أول أمس وسيصعب في المهمة طالما الأوضاع بقيت على هذه الحال. وفي السياق، أكد البعض على أن إمكانيات التدخل كانت ضعيفة على جميع الأصعدة بما فيها المرافق الصحية في بومرداس التي بينت عجزها عن استقبال المصابين ما أدى إلى تحويل الحالات المستعصية نحو العاصمة لتلقي الإسعافات والعلاج، في وقت اكتظت أروقة المستشفيات في بومرداس والثنية وبودواو بالمصابين الذين توافدوا عليها بكيفية أو بأخرى لتلقي العلاج. وبالموازاة مع ذلك، سخرت مصالح الحماية المدنية كل إمكانياتها لاحتواء الحادث، بحيث أعلنت حالة طوارئ وسخرت 08 سيارات إسعاف لنقل المصابين لكنها برأي هؤلاء لم تكن كافية بالمقارنة مع العدد الكبير للجرحى والمصدومين الذين أغمي عليهم لحظة الاصطدام.