يواجه عمال مركز نقص التنفس بعين النسور بمرتفعات عين التركي في عين الدفلى، مشاكل عديدة، جراء تقادم غلق مكان عملهم منذ تردي الأوضاع الأمنية وتعرضه لهجومات إرهابية حالت دون مواصلة نشاطه بشكل عادي، حيث أكد هؤلاء أنهم يواجهون مصيرا مجهولا قد تتبدد ظلمته مع إعادة فتح المركز من قبل السلطات المعنية. وذكر ممثل عنهم ل "الشروق" أن المركز الواقع على ارتفاع 1400 متر عن سطح البحر بجبل "زكار" كان من أحسن المراكز وأولاها على المستوى الوطني باستقطابه لمرضى الربو من جميع أنحاء البلاد، وخاصة الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 6 و17 سنة، وكان يضم طاقما طبيا وبيداغوجيا وخدماتيا هاما، إضافة إلى وسائل وعتاد، غير أنه تعرض لهجوم من قبل جماعة إرهابية في منتصف أكتوبر سنة 1994 وبعده بحوالي شهر، حيث تم الاستيلاء على كثير من وسائله، على غرار شاحنة وسيارة إسعاف...عقب ذلك تم تحويل الأطفال إلى مستشفيي "مكور حمو" بعين الدفلى و"فارس يحيى" بمليانة، في حين حول عمال المركز إلى مؤسسات اجتماعية بالولاية ليبدأ مسلسل المشاكل المهنية والاجتماعية منها انعدام استفادتهم من الترقية، وتناقص عدد العمال بفعل التحويل والتقاعد والوفيات إلى أن بلغ عددهم حاليا 16 فقط، أضحى كثير منهم يعانون الإهمال، ما جعلهم يناشدون السلطات المحلية والجهات المركزية بإعادة فتح المركز بعد ترميمه كونه أصبح اليوم مرتعا للحيوانات، بعد أن كان مقصد طالبي الصحة والاستطباب، مبدين أسفهم لما ألت إليه أوضاع المركز الذي صرفت عليه الدولة أموالا عبث بها إرهابيون في وقت سابق، ويتواصل العبث بها من خلال الإهمال طوال المدة المنقضية، متمنين عدم تواصل تدهور الوضعية التي هو عليها في الوقت الراهن، خصوصا أن مطلبهم هذا كان قد رفع للمسؤولين في أكثر من مرة، داعين إلى ضرورة تحقيق أملهم وأمل المصابين بالربو من خلال تخصيص غلاف مالي فقط لإصلاحه وتجهيزه دون الاكتفاء بالتقارير المغلوطة التي ترفع إلى السلطات الهادفة إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه. كما أن أي مبادرة في هذا المنحى من شأنها فتح المجال لإحياء المنطقة تنمويا من خلال فتح مناصب شغل وتنشيط الحركة التجارية وفك العزلة المضروبة على المنطقة، ناهيك عن إمكانية انتعاش الجانب السياحي في ظل توفر المنطقة على مناظر جبلية خلابة للغاية بعد أن كانت مقصد ألاف الراغبين في اكتشاف المناطق الجبلية، ناهيك عن إمكانية دفع النشاط الفلاحي وتشجيع السكان على العودة إلى مواقعهم.