"عندما سمع العالم خبر موت شمعون بيريز صرخوا: رجل السلام، لكن عندما سمعتُ أن بيريز مات، تخيّلت المجازر وعمليات القتل والإعدام التي ارتكبها"، هذا ما كتبه الصحفي البريطاني المشهور روبرت فيسك على موقع "اندبندنت" البريطاني، في مقال مطوّل تناول فيه التاريخ الدموي للرئيس الإسرائيلي السابق، الذي أُعلن الأربعاء عن وفاته. وأضاف فيسك، وهو مراسل "اندبندنت" في الشرق الأوسط: "لقد رأيت ما قام به بيريز، أطفال قُتلوا ومزقت أجسادهم، ولاجئون يصرخون، وأجساد مشتعلة، هذا ما حدث في قرية قانا اللبنانية عندما ارتكبت مجزرة بحق 160 شخص، نصفهم أطفال عام 1996". وأشار إلى أن بيريز الذي ورث منصب رئاسة الوزراء في إسرائيل بعد اغتيال إسحاق رابين، قرر في ذلك الوقت زيادة القوة العسكرية للجيش الإسرائيلي، ثم شن حربا على لبنان، مضيفا، "الرجل الحائز على جائزة نوبل للسلام قال إن حزب الله اللبناني يطلق صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل، فقرّر قصف لبنان". وتحدث فيسك عن قصف الجيش الإسرائيلي مقبرة لحزب الله، ومركز قيادة "فيجي" التابع ل"يونيفيل" في قرية قانا، ما أدى لاستشهاد مئات المدنيين، وهو ما برّره بأنه لم يكن يعلم بوجود مئات المدنيين في المخيم. وعلق فيسك: "لكن تلك كانت كذبة، فقد أبلغت الأممالمتحدة الحكومة الإسرائيلية مرارا أن معسكر قانا يمتلئ باللاجئين". وقال: "هذه كانت مساهمة بيريز في السلام في لبنان، بعد ذلك خسر الانتخابات وعلى الأغلب انه لم يفكر بعدها في مجزرة قانا.. لكنني لن أنسى ما حدث في قانا". ونبّه إلى تصريح أدلى به جندي إسرائيلي قصفَ مخيّم قانا للاجئين لصحيفة إسرائيلية، إذ استرخص أرواحَ الأطفال والنساء ودماءهم، وقال "إنه مكانٌ مليء بالعرب، قُتل بعضُهم، لكن ليس هناك ضررٌ في ذلك"؟! وشبَّه فيسك بيريز برئيس حكومة الاحتلال الأسبق ارئيل شارون صاحب السجل المليء بالمذابح، وقال: "الإسرائيليون وصفوا شارون، الذي شاهد جنوده مجزرة صبرا وشاتيلا في عام 1982 من قبل حلفائهم المسيحيين اللبنانيين، برجل السلام عندما مات، لكنه لم يحصل على جائزة نوبل للسلام". وقال: "لقد أصبح بيريز مؤيداً لحل الدولتين، على الرغم من وجود المستوطنات على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، التي كان يدعمها بشكل كبير". وختم فيسك قائلاً: "الآن حاولوا أن تعُدّوا كلمة سلام في كتابات النعي لبيريز في الأيام القادمة، ثم عليكم أن تحسبوا أيضا كم مرة سوف تذكر كلمة قانا".