طالب سكان حي بني سمان بمزرعة باعون يوسف بمدينة الأربعاء شرق ولاية البليدة الوالي بضرورة التدخل لإنقاذهم من الوضعية الكارثية التي يعيشونها، وهددوا بالخروج إلى الشارع وغلق الطرق الرئيسية إن لم تحقق مطالبهم المشروعة. يعيش سكان الحي الذي يعود تشييده إلى الحقبة الاستعمارية حياة أقل ما يقال عنها إنها مزرية وصعبة، دفعتهم للجوء إلى الطرق البدائية والتقليدية في العيش، نظرا لغياب أدنى مرافق الحياة اليومية من غاز وإنارة عمومية وقنوات للصرف الصحي وغيرها، الأمر الذي أدى بالسكان إلى مراسلة المسؤولين لبرمجة جملة المشاريع لرفع الغبن عنهم، غير أن شيئا لم يتغير لحد كتابة هاته الأسطر، حيث يلاحظ الزائر للحي منذ الوهلة الأولى الوضعية الصعبة والقاسية التي يعاني منها سكان المزرعة البالغ عددهم 40 مسكنا من عزلة وتهميش على حد سواء، بسبب انعدام أهم المرافق الضرورية التي تجعلهم يحيون حياة كريمة، وهم الذين عانوا كثيرا من ويلات الإرهاب خلال العشرية الدامية ولايزالون اليوم يعانون مرة أخرى من هاجس العزلة التي عكرت صفو حياتهم. "الشروق" تنقلت إلى عين المكان وحاورت بعض سكان الحي الذين عبروا بنبرات فيها الكثير من الحسرة والغضب عن حالتهم الاجتماعية المزرية وكيف يصارعون يومياتهم، بدءا بغياب الغاز الطبيعي، بالرغم من أنهم أكدوا لنا أن أنبوبا رئيسيا لا يبعد سوى عشرات الأمتار، لتبقى رحلة البحث عن قارورات الغاز متواصلة إلى إشعار أخر، كما أن غياب قنوات الصرف الصحي عن المنطقة يشكل هاجسا كبيرا لهم، بعدما قام السكان بإمكانياتهم المتواضعة بحفر مطمورات وسواقي بأنابيب صغيرة، غير أنها لم تستوعب الاستهلاك اليومي لهم، حيث أدى انسداد تلك الأنابيب إلى تسرب المياه القذرة إلى السطح، مما انجر عنه انبعاث روائح كريهة وانتشار رهيب للحشرات والجرذان المهددة لسلامة السكان. ومن المشاكل الأخرى التي يعاني منها السكان، اهتراء شبكة الطرقات خاصة في فصل الشتاء، حيث أكد السكان أنهم يعانون كثيرا في الأيام الممطرة، حيث تتحول الطرقات إلى برك وأوحال مائية يجد الراجلون صعوبة في السير عليها، في حين يجبر أصحاب السيارات في كل مرة ترك مركباتهم خارجا خوفا من تعرضها لأعطاب فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها، ناهيك عن غياب النقل المدرسي، حيث يضطر الأطفال للتنقل 3 كلم يوميا للالتحاق بمقاعد الدراسة، علما أن أقرب مدرسة هي ابتدائية الفحص وسط المدينة. وفي ظل غياب الإنارة العمومية يبقى سكان المنطقة يعيشون ظلاما دامسا، علاوة على غياب المشاريع التنموية التي لم تر النور لحد الساعة.