انطلقت أول محاكمة مرئية، في تاريخ العدالة بسطيف، التي جرت أطوارها في مجلس قضاء سطيف، بالتنسيق مع محكمة جنايات مجلس قضاء سانت إيتيان بفرنسا، الثلاثاء، حيث امتثل أمام هيئة هذه الأخيرة المتهم في قضية جريمة القتل التي راح ضحيتها ابن رجل أعمال معروف بشارع دبيبالعلمةبسطيف منذ عشر سنوات في أول قضية اختطاف وقتل للأطفال هزت الرأي العام في الجزائر، حيث أزهقت روحه بطريقة بشعة، إذ وجد الطفل عامر فردي، جثة هامدة مرمى على حافة الطريق في منطقة تيزي انبشار بسطيف، وأثار الخنق على رقبته بواسطة سلك فولاذي. في أطوار المحاكمة التي تم فيها استعمال أجهزة تكنولوجيا متطورة، وتعمل بالألياف البصرية وفق نظام الشبكة الداخلية لوزارة العدل، أكد المتهم وهو مزدوج الجنسية فرنكو جزائري -، أنه بريء من تهمة القتل المنسوبة إليه. وسأله قاضي الجلسة: "بما أنك تقول إنك لم تختطف عامر ولم تقتله، لماذا هربت إلى الخارج، ولم تسلم نفسك لمصالح الأمن التي كنت تعلم أنها تبحث عنك؟"، حيث قال المتهم، إن فراره من العلمة إلى فرنسا، كان من باب الخوف أن يزج به في السجن، وهو الكلام الذي لم يقنع دفاع الضحية، ورئيس الجلسة على حد سواء. من جانبه الشاهد في القضية، وهو ابن عم الضحية وابن عم المتهم في نفس الوقت، الذي تم سماع أقواله في محكمة جنايات سطيف، أكد، أنه في ليلة اختفاء الطفل عامر، تلقى رسالة نصية في هاتفه النقال، يخبره فيها كاتبها أن الطفل عامر قد اختطف وأن الخاطفين يطلبون مليارا فدية، كما أشار الشاهد إلى أن هذا الشخص ظل يعاود إرسال الرسائل القصيرة في هاتفه المحمول، مضيفا، أنه كتب في إحدى الرسائل، عبارة "كاشما وجدتو الدراهم"؟ وفي رسالة أخرى، يهدد بقتل الطفل عامر، وبعد مدة تنقطع الرسائل وينطفئ الهاتف النقال. وقال الشاهد إن كاتب الرسائل كان لا يرد على اتصاله، وإن رد عليها لا يتكلم حتى لا يتم التعرف على صوته، وقال إنه غير متأكد بأن الجاني الذي هو ابن عمه، هو الذي ارتكب جريمة القتل في حق الطفل عامر. ونشير إلى أن هذه المحاكمة سوف تستمر إلى يوم الغد، حيث سيتم النطق بالحكم في حق المتهم في ساعة متأخرة من يوم الخميس. تجدر الإشارة إلى أن رئيس مجلس قضاء سطيف، السيد محمد حدود والنائب العام، السيد بلالة جيلالي، قدما تسهيلات للصحافيين حتى يتسنى لهم تغطية أطوار هذه القضية، وخاصة الزملاء من القنوات التليفزيونية على غرار الشروق نيوز، الذين نقلوا مجريات المحاكمة على المباشر، وهي سابقة في تاريخ العدالة بسطيف.