وصف كاتب الدولة الأسبق لدى الوزير الأول للاستشراف والإحصائيات بشير مصيطفى النمط الاستهلاكي الحالي للجزائريين بالنمط التبذيري خصوصا في ظل استهلاك السلع المدعمة من طرف الحكومة. وحسب ما أكده مصيطفى، السبت الماضي، خلال ندوة نظمها الاتحاد الوطني لحماية المستهلك بالشراكة مع الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات في تيبازة في موضوع "دور المرأة في ترشيد الاستهلاك"، فإن استهلاك الفرد الجزائري للماء قفز من 80 لترا يوميا إلى 168 لتر يوميا في الوقت الحالي. واستشهد المتحدث أيضا بتبذير مادة الخبز التي تلقى في المزابل، حيث تلامس الكمية التي تلقى يوميا في المزابل 3 ملايين، والرقم في شهر رمضان يرتفع إلى 10 ملايين ما يعني مليار خبزة سنويا. وأضاف مصيطفى أن معظم السلع الاستهلاكية المدعمة تستهلك بطريقة عشوائية ومنها الطاقة والماء والحبوب والسكريات. الوزير السابق صرّح بأن هذا الواقع يعني إشارة مستقبلية مهمة أمام واضعي السياسات في حال استمرار نفس النمط الاستهلاكي الحالي ويعجل باتخاذ تدابير استعجالية تراعي التحولات الاقتصادية التي تمر بها البلاد بسبب ضعف معيارية الرشادة عند الاستهلاك. ودعا المتدخل إلى إعادة الاعتبار للمرأة الجزائرية في مجال استهلاك العائلات وتبني خلايا اليقظة الاستراتيجية لتحسيس المواطنين بخطورة التبذير على مستقبل ميزانية الدولة من جهة، وعلى ميزانية العائلات من جهة ثانية في حالة تفاقم الوضع المالي للدولة على أن تطلق هذه الخلايا على مستوى البلديات بالشراكة بين القطاعات المعنية بالتجارة وقضايا الأسرة والإعلام والشؤون الدينية والتربية والجماعات المحلية. كما أوضح كاتب الدولة الأسبق المزايا العملية لأسلوب اليقظة في إدارة سلوك العائلات لاعتماده على إشارات المستقبل من حيث الأسعار والقدرة الشرائية للعائلات الجزائرية البالغ عددها 10 ملايين عائلة بما يتيح لها تخطيط ميزانياتها عن بعد.