توفي في جوهانسبورغ، الثلاثاء، أحمد كاثرادا، أحد قادة الكفاح ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ورفيق نيلسون مانديلا في سجنه في جزيرة روبن آيلاند، عن عمر ناهز ال87 سنة. وذكرت "مؤسسة أحمد كاثرادا" (منظمة مدنية مناهضة للعنصرية)، عبر بيان، إنها "تنعي بحزن كبير وفاة القائد القديم في المؤتمر الوطني الإفريقي (الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا) عن عمر يناهز 87 عاماً صباح اليوم (الثلاثاء)، في مستشفى دونالد غوردون في جوهانسبرغ"، حسب ما نقلت وكالة الأناضول للأنباء. وأوضح البيان، أن كاثرادا توفي على أثر مضاعفات عملية جراحية في الدماغ. وبرز كاثرادا بين قادة الصف الأول التاريخيين للمؤتمر الوطني الإفريقي، وأصبح نائباً ومستشاراً للرئيس مانديلا خلال ولايته الوحيدة على رأس جنوب إفريقيا (1994-1999). وكان كاثرادا ضمن ثمانية من ناشطي حزب المؤتمر الوطني الإفريقي - ومنهم نيلسون مانديلا - الذين حكم عليهم بالسجن المؤبد في عام 1964. واتهم الثمانية بمحاولة الإطاحة بحكومة الأقلية البيضاء التي كانت تحكم البلاد آنذاك. وقضى كاثرادا أكثر من 26 عاماً في السجن، 18 منها في سجن جزيرة روبن سيء الصيت. ولم يكن كاثرادا أحد أصدقاء مانديلا المقربين فحسب، بل كان أيضاً بحد ذاته ناشطاً بارزاً في مجال حقوق الإنسان ذا تاريخ طويل في النضال ضد الفصل العنصري، حسب موقع "بي بي سي". انضم كاثرادا إلى عصبة الشيوعيين الشباب ولما يتجاوز عمره 12 عاماً، وأصبح فيما بعد عضواً في المؤتمر الهندي في إقليم الترانسفال في جنوب إفريقيا. وأطلق سراحه من السجن في عام 1989، وبعد أول انتخابات ديمقراطية تجرى في جنوب إفريقيا، أقنع الرئيس مانديلا كاثرادا بالانضمام إلى حكومته بصفة مستشار. وعُرف الراحل بلقب "كاثي"، وكان أحد أبرز الوجوه التي شاركت، أواخر ثمانينيات القرن الماضي، في المفاوضات بين "المؤتمر الوطني الإفريقي" ونظام البيض. وقادت تلك المفاوضات في مطلع التسعينيات إلى سقوط نظام الفصل العنصري، كما أفضت إلى أول انتخابات حرة في البلاد سنة 1994. ترك كاثرادا البرلمان في عام 1999، ولكنه واصل نشاطه السياسي وانتقد المنحى الذي يتخذه المؤتمر الوطني الإفريقي في الفترة الأخيرة وطالب الرئيس جاكوب زوما بالاستقالة. * * * * * * * * *