قال خالفة معمري إن كريم بلقاسم كان الأحق برئاسة الحكومة المؤقتة وربما تولي زمام قيادة الجزائر بعد الاستقلال، لكن بن بلة أزاحه، وأضاف خالفة خلال محاضرة حول"مكانة ودور كريم بلقاسم خلال الثورة التحريرية" نظمتها مؤسسة سليمان عميرات بقصر الثقافة أن كريم بلقاسم تمت إزاحته وتحييده برغم مكانته ودوره كقائد تاريخي خلال الثورة. ركزت محاضرة خالفة معمري حول كريم بلقاسم على ثلاثة جوانب اعتبرها أساسية في التطرق لمسار الرجل الأول أنه كان من الستة التاريخين الذين فجروا الثورة إذ لم يكن بالأمر الهين الوقوف في وجه القوة الخامسة في العالم التي مثلتها فرنسا في تلك الفترة وخوض مغامرة تحرير الجزائر، واعتبر المتحدث أن الثورة لم يكن لها قائد أو زعيم، هذا ما أدخلها في صراعات حول السلطة لاحقا، واعتبر المحاضر أن كريم بلقاسم كان إلى جانب كونه زعيما تاريخيا كان أيضا محاربا ورجل ميدان قضى سنتين في جبال الثورة إلى جانب رجاله معرضا حياته للخطر في كل مرة، أما الجانب الثالث الذي توقف عنده ضيف مؤسسة سليمان عميرات في شخصية كريم بلقاسم، فهي رجل الدولة المفاوض الفذ في افيان الذي وقع اتفاق استقلال الجزائر. المحاضرة التي نشطها سفير الجزائر السابق في الصين امتدت لتشمل الصراعات التي عرفتها ثورة التحرير، حيث قال المحاضر إن كريم بلقاسم خرج قويا ورابحا من مؤتمر الصومام إلى جانب عبان رمضان، قبل أن يقرر اجتماع القاهرة إزاحته، حيث كان البعض متخوفا من وزنه في الثورة، وأضاف المتحدث أن جمال عبد الناصر وبورقيبة ضغطا على بن بلة لإعادة تنظيم مؤتمر الصومام، خوفا من بروز قيادات لا يعرفها ناصر أو بورقيبة. المحاضر ركز أيضا على وزن ومكانة كريم بلقاسم في قيادة منطقة القبائل التي لم يكن ممكنا انضمامها إلى الثورة كمنطقة أو ولاية قائمة بذاتها، حيث كان في البداية سيتم إلحاقها بقسنطينة أو العاصمة غداة اللقاء الذي جمع بوضياف وبن بولعيد وديدوش مراد إلى جانب كريم، ولأسباب قال عنها المحاضر إنها شخصية تتعلق بكل واحد منهم لم يكن هؤلاء يرغبون في تعيين منطقة القبائل كناحية أو ولاية ثورية، حيث كانت الأزمة البربرية "جانفي 1949" ما تزال تلقي بضلالها على الساحة، وكان كريم ضحية تلك الأزمة، حيث حرم من حقه الطبيعي في القيادة، واعتبر خالفة معمري أن الشرعية الثورية التي استند إليها بن بلة وبومدين في القيادة لا أساس منطقي لها، لأن بن بلة لم يقم بالثورة في الداخل بحيث اتجه إلى القاهرة مباشرة بعد خروجه من السجن، فبأي حق يطالب بالسلطة غداة الاستقلال، كما أن بومدين الذي كان في الخارج أيضا علي هارون في شهادته قال إن مؤتمر طرابلس لم يعين بن بلة لقيادة البلاد، وأضاف المتحدث في شهادته أن تبعات مؤتمر طرابلس ما تزال تلقي بضلالها على الممارسة السياسية إلى اليوم وأن الأزمات السياسية المتكررة في البلاد هي حصيلة المؤتمر الذي لم يغلق جلساته إلى اليوم، وأضاف المتحدث في شهادته أن القاعدة النضالية في فرنسا رفضت تعيين فرحات عباس رئيسا للحكومة المؤقتة، وكان علينا يقول علي هارون أن نقوم بتحسيس وشرح أسباب تعيين فرحات عباس لإقناع القاعدة. ويقول علي هارون إن مؤتمر طرابلس لم يقدم لا مرشحين ولا مقترحين للقيادة أو لعضوية المكتب السياسي، حيث تم تعيين لجنة لانتخاب قائدها محمد الصديق بن يحيى، وعملت على استطلاع أراء أعضاء المجلس كل على حد دون أن تتوصل لإجماع في المسألة، الأمر الذي أدى بمحمد الصديق بن يحيى للمطالبة بلجنة أخرى عساها تصل لنتيجة، لكن أشغال الجلسة التي سيرها عمر بوداود عرفت نقاشا حادا واتهامات متبادلة بين الإخوة الفرقاء ورفعت الجلسة على أساس أن تعقد في الغد، لكنها لم تجتمع أبدا إلى يومنا هذا، وقال علي هارون إن مؤتمر طرابلس لم يقترح أبدا بن بلة للرئاسة.