طلبة جامعيون، ممتحنون في البكالوريا والتعليم المتوسط وسيدات حوامل ومرضعات وغيرهم من مختلف الفئات وشرائح المجتمع يترددون باستمرار على بيوت الله، ليطرحوا انشغالاتهم على الأئمة علهم يجدون حلا لما يؤرقهم ويشغل بالهم، بعضهم يبحث عن رخصة للإفطار وآخرون مرضى متمسكون بالصيام. "الشروق" رصدت أهم الأسئلة التي وصلت الأئمة ليلة رمضان. أكد إمام مسجد الفتح بالشراڨة الشيخ محمد أمين ناصري، تهاطل الأسئلة والاستفسارات حول شهر رمضان عليهم، حيث تلقوا في الأيام التي تسبقه أزيد من 15 سؤالا، أصحابها جميعهم يستفسرون حول إمكانية صيامهم من عدمه، وما يتعلق بقضاء الأيام التي أفطروها والفدية وكيفية وجوبها والمبلغ الواجب إخراجه وللنساء الحوامل والمرضعات حصة الأسد. وأضاف الشيخ بأنه طوال أسبوع قبل شهر الرحمة كان يستقبل عديد الأسئلة حول قضاء الأيام التي أفطروها وعلى الإمام الرد عليها حالة بحالة، فمثلا من كان مريضا في المستشفى وأفطر أياما من الشهر الفضيل بسبب مرضه ومازال هذه السنة مريضا ويتلقى علاجا فلا يخرج فدية، وينتظر حتى انقضاء الشهر فلو تحسنت حالته وبات بإمكانه الصيام فليصم، أما لو لم تتحسن فعليه إخراج فدية. وخلال اليومين الأخيرين من شهر شعبان تشابهت الأسئلة يقول الشيخ ناصري حول المفطرات وحكم غسل الفم بمعجون الأسنان في نهار رمضان، وهو ما يحبذ الأئمة تجنبه بغسل الأسنان بعد الانتهاء من السحور، وكذا حكم تحاليل الدم والحجامة والإبرة المغذية التي يجمع الأئمة على أنها من المفطرات بينما الحقن المسكّنة للألم ليست مفطرة. واعترف الشيخ ناصري بتشكيل المرضى غالبية كبيرة من السائلين خصوصا المصابين بالربو والمضطرين لاستعمال البخاخة فهناك خلاف وجدل كبير حولها بين الأئمة، لكن الغالبية ذهبت لجواز استخدامها من دون خوف من فساد الصيام. واستطرد الشيخ قائلا: الأئمة يتلقون الأسئلة باستمرار على مدار السنة وخصوصا في الشهر الفضيل، لكن الأسئلة فيه تختلف فقبل الإفطار حول صحة الصيام وبعده وقبيل صلاة الصبح حول الطلاق وضرب الزوجة... وغيرها. ليقص علينا حكاية وقعت رمضان الماضي، فقد قدم إليه شيخ يبلغ من العمر 75 عاما، طلق شريكة عمره العجوز لأنها لم تعد له إفطارا مميزا بالرغم من جلبه لمختلف أنواع الخضر واللحوم. من جهته، ذكر إمام مسجد حيدرة الشيخ جلول قسول، توافد مختلف الشرائح للبحث عن فتوى خصوصا المقبلين على الامتحانات كتلاميذ المتوسط، الثانوي وحتى الطلبة الجامعيين الذين هم على موعد مع الامتحانات أو مناقشة مذكرات التخرج، لاعتقادهم أن الصيام يفقدهم تركيزهم وهو معتقد شائع لكنه عار من الصحة ولا علاقة له بذلك وأسئلة أيضا من المقبلين على سفر. ووصف الشيخ قسول النساء الحوامل والمرضعات بالمتربعات على عرش الباحثات عن الفتوى، زيادة على بعض المصابين بأمراض مزمنة ممن يتمسكون بالصيام رغم تقدّم سنهم والمرض، وهو ما قد يؤدي بهم إلى مالا يحمد عقباه مستشهدا بقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه". ولم تسلم صلاة التراويح من الاستفسارات فعديد المصلين سيسألون إذا ما ستبدأ ليلة رمضان، نوع القراءة المتبعة في المسجد، مدة الصلاة ورغبة في التسهيل عليهم فسيعتمدون قراءة سهلة سلسة متقيدين بالأحكام الشرعية دون إطالة أو تكرار، وستكون مدتها مابين 40 و45 دقيقة.