خيبة أمل كبيرة، قفف خالية وأخرى يجرها أصحابها بحسرة بالغة، عاشها السبت، سكان العاصمة في أول أيام رمضان، بعدما قصدوا السوق التضامني بساحة أول ماي، واصطدموا بأبوابه المغلقة ومنعهم من الدخول إليه بحجة عدم افتتاحه بعد.. وهو ما أخلط حسابات المستهلكين المتعودين على اقتناء احتياجاتهم كل شهر فضيل من السوق. بمجرد خروجنا من محطة الميترو عيسات إيدير، صادفنا أعدادا كبيرة من المواطنين، عائدين بخفي حنين يحملون أكياسا فارغة وهم في قمة التذمر والغضب، وكلما تقدمنا باتجاه مقر المركزية النقابية مقر السوق التضامنية كانت الأعداد تزداد وتتضاعف، وعند مدخلها وقف عشرات المواطنين من كبار السن، شيوخا ونساء، رفقة أطفالهم تحت أشعة الشمس المحرقة، ودرجة حرارة مرتفعة تجاوزت الثلاثين. لم يتعبهم الصيام بقدر ما نال منهم طول الانتظار، يحملون أكياسهم وقففهم البلاستيكية القديمة وعربات التسوق الحديثة التي تجر بعجلات، وقد حلموا بملئها بمختلف السلع والمشتريات. أمام المدخل عيونهم مصوبة نحو داخل السوق ينتظرون بتطلع وأمل فتح أبوابه حتى يؤمنوا إفطار اليوم. وعند محاولتنا الدخول منعنا أحد العمال قائلا: "السوق الآن مقفل. عودوا غدا بعد الافتتاح الرسمي". وبعدما كشفنا له عن هويتنا الصحفية، أخبرنا بأن موعد افتتاح السوق رسميا كان مبرمجا اليوم الأحد 28 ماي، وليس قبل هذا التاريخ. فالمواطنون هم وحدهم من استنتجوا ذلك. كما أن تأخر الإعلان عن الحكومة الجديدة عطل عملية الافتتاح. كانوا ينتظرون الكشف عن هوية وزير التجارة الجديد حتى يشارك في مراسيم الافتتاح، ليضيف مثلما تشاهدون التجار وضعوا سلعهم وكل شيء في الداخل جاهز وحتى الأسعار ستكون منخفضة والفارق واضح بشكل كبير عن المحلات والأسواق العادية. اقتربنا من أحد الشيوخ الذي كان في قمة الغضب بعدما أرجأ عملية التسوق مرارا قبيل الشهر الفضيل إلى حين افتتاح السوق التضامني، لكنه عاد بخفي حنين فبعدما تعود على شراء مستلزماته من هذه السوق التي تفتح أبوابها ثلاثة أيام قبل شهر رمضان، وجد نفسه هذه السنة في مأزق حقيقي وكان قد قصده يوم الخميس، وطلب منه العمال العودة في اليوم الموالي فما كان منه سوى الرجوع أول أمس، ليضربوا له موعدا آخر صبيحة أول أيام رمضان ليتلقى صدمة أخرى بتواصل غلقه. أما إحدى السيدات فاستغربت جدوى تأجيل الافتتاح إلى حين قدوم الرسميين، مع أن السوق يبيع ولا يوزع مجانا، فالمواطن هنا يشتري بأمواله ولا تمنح له هذه المواد كمساعدات أو صدقات، لتضيف: أردنا استغلال فرصة تزامن اليوم الأول من شهر رمضان مع عطلة نهاية الأسبوع، لذا عزمت على شراء بعض اللحوم والدجاج المجمد حتى أتمكن من تمضية الأيام الأولى بسلام فالأسعار في القصابات نار لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. من جهته، استنكر ممثل أسواق الجملة بالسمار العزري عمر، بشدة تأخر افتتاح السوق التضامني هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية حيث جرت العادة أن يفتتح أبوابه 3 أيام قبل حلول شهر رمضان، لكن هذه المرة تأخر لأسباب يجهلها التجار والمواطنون على حد سواء. واستطرد المتحدث أن تجار الجملة بالسمار حاضرون هذه السنة من خلال محلين لبيع مختلف المنتخبات القهوة والطماطم المصبرة، وقد نقل أكثر من 100 تاجر ومصنع ومستورد بضاعتهم من حبوب جافة ومواد لا تتلف بسرعة أما الخضر والفواكه فسيجلبها أصحابها بصفة يومية.