يصنف مسجد زاوية عين أغلال ببلدية بويرة الأحداب، شمال الجلفة، من بين أقدم مساجد الولاية حيث يعود تأسيسه إلى ما يقارب قرنا ونصفا، حيث لا يزال هذا المسجد يحافظ على نفس التصميم والنمط. من مبادئ الاستعمار الصليبي في الجزائر محاربة مقومات الدين الإسلامي في مختلف مناطق الوطن قصد تفكيك المجتمع الجزائري.. فالدين الإسلامي يلاحم الجزائريين ويجعلهم يلتفون بالثورة المجيدة. ورغم كل هذا، بقيت الكثير من المؤسسات الدينية قائمة وتكافح إبان الاستعمار الفرنسي. مسجد زاوية عين أغلال أحد هذه المساجد التي قاومت الاستعمار الفرنسي، فكان منارة علم ومكانا يلتقي فيه أهل العلم رغم ما كان يحدث للجزائر إبان تلك الحقبة. مسجد زاوية عين أغلال، بأعلى هذه الهضبة، يعود تأسيسه إلى سنة ألف وثمانمائة وسبعين على يدي الشيخ العلامة الحاج المختار بن خليفة بن الطاهر بن عيسى مولاي الحلباوي، وقال شيخ الزاوية الشيخ البشير بن خليفة إن المسجد أعيد ترميمه سنة 1898، ودرس في هذا المسجد أحد علماء المنطقة وهو سي أحمد الأمين النفطى وهو من تلاميذ الشيخ، والشيخ أحمد المغربي. وأضاف شيخ زاوية عين أغلال البشير خليفة أن المسجد زاره عبد الحي الكتاني سنة 1947. وعن اختيار مكان بناء المسجد في أعلى الهضبة، أكد أن معظم الزاويا والمساجد تكون في المرتفعات، مشيرا إلى أن تسمية عين أغلال باللغة الأمازيغية اغيلال تعني المكان المصفح، مؤكدا أن تضاريس المنطقة عبارة عن صخرة كبيرة. الملاحظ لتصاميم هذا المسجد يكتشف أنه بني بطريقة احترافية وبهندسة معمارية رائعة تسر الناظرين، حيث أشرف على بنائه مقاول يدعى إيكولا موريس، وأشرف على نحت سارية مسجد زاوية عين أغلال نحات من أصول إيطالية وهو من نحت أيضا سارية مسجد حي البرج والمسجد العتيق بمسعد جنوبالجلفة، كما أن صومعة المسجد ذات طراز مغاربي يميزها عن باقي المساجد في المنطقة، ولجأ مهندس المسجد إلى بناء قباب في أعلى المسجد حيث تلعب دورا مهما في الحفاظ على حرارة المسجد سواء في فصل الشتاء أم حتى الصيف لكونها تخفض درج الحرارة في الصيف وترفعها في فصل الشتاء.