ولد بن حرز الله ثامري كفيفا عام 1943، عشقه للقرآن الكريم جعله يركّز اهتمامه به من خلال السمع بالتقرب من الكتاتيب أو "المحضرة" كما تسمى بمنطقة الأغواط إلى أن تمكن من استظهار القرآن الكريم كاملا وهو صغير وظل يؤم الناس منذ العهد الاستعماري إلى يومنا هذا من دون كلل ولا ملل. يصرح للشروق "ولدت مكفوفا وترعرعت ببلدية تاجموت بالأغواط، وكنت استرق السمع بالقرب من الكتاتيب وكان لي أن حفظت - بحمد وتوفيق من المولى – القرآن الكريم، والبداية كانت عند المرحوم الحاج أحمد بن عروس بوزياني الذي تعلمت عنده أبجديات اللغة العربية كالحروف والحركات، والذي كان يخصص لي لوحا كبيرا يدوّن لي عليه لي بخط يده ويتابعني خطوة بخطوة. وبتكريم من الله كنت أحفظ ربع حزب في اليوم ولما بلغت منتصف سورة يونس، انتقلت للإقامة عند عمتي بعين ماضي. وهناك وجدت ضالتي أيضا في الزاوية التيجانية التي تعلمت على يد مشايخها أمثال سي قريد وسي بن الطيب الجيلالي، ولم يدم ذلك طويلا قبل أن أعود أدراجي إلى تاجموت لمواصلة حفظ كتاب الله، مع سي محمد عبد المؤمن الذي كفّ بصره بعد ذاك هو الآخر. وبعد إتمام الحفظ كنت أحرص على المراجعة صباح مساء، تحت إشراف الطالب الحاج شتيوي والحاج سوفاري رحمهما الله. وفي عام 1956 التحق سي بن حرزلله بالمسجد العتيق مؤذنا متطوعا رفقة الحاج السوفاري الملقب باسم "الحاج مالي" قبل الحاج بن شتيوي الذي خلفه فيما بعد. وفي ذلك الوقت – يكشف - يتسلل أحيانا بعض المجاهدين للصلاة فجرا بالمسجد العتيق. وكان يحافظ على سرية دخولهم وخروجهم اعتبارا من أنهم كانوا مجهولين لدى العامة. وعلى ذكر ذلك يقرّ أيضا بأن الجنود الفرنسيين كانوا لا يلجون المسجد من دون نزع أحذيتهم وإن طلبوا أحدا من المصلين، يتركونه حتى يفرغ تماما من أداء صلاته وأذكاره وينتظرونه خارج حرم المسجد. ويؤكد المعني أنه كان يؤم الناس متطوعا في صلاة التراويح إلى غاية العام 1977، موعد توظيفه رسميا في عهد السيد بن ذهيبة مدير الشؤون الدينية آنذاك. ومنذ ذلك الحين وهو دائم الحضور بالمسجد العتيق ويقوم حتى بتسخين الماء شتاء للمصلين، مستعينا بالبصيرة التي منحها إياه المولى عز وجل. وفي عام 1993 انتقل إلى مسجد بلال بن رباح بتاجموت دائما، بالقرب من مسكنه وهو يواصل مهامه مؤذنا كما يقوم أيضا بإمامة المصلين في صلاة التراويح بمعية سي عطاء لله قاسمي إلى يومنا هذا على الرغم من إحالتهما منذ مدة على التقاعد.