كرمت الجمعية الدينية لمسجد السلام بمدينة تغزوت في ولاية الوادي، في آخر ليالي رمضان، الإمام الشيخ خليفة بلعبيد الذي قضى أكثر من 60 سنة في إمامة المصلين، معظمها في مسجد السلام. ويعد الإمام خليفة بلعبيد صاحب الثمانين سنة، والذي بدأ العمل سنة 1957 في بلدة العرفجي التابعة لبلدية الرقيبة، قبل أن يتنقل إلى إحدى مساجد بلدية ورماس، ليعين بعدها في منتصف السبعينات من القرن الماضي إماما خطيبا في مسجد السلام بمدينة تغزوت بعد إعادة افتتاحه، أين اشتغل وبالإضافة إلى عمله الأصلي، مدرسا للقرآن الكريم في الكتاب التابع للمسجد. وظل الشيخ بلعبيد الذي يعد واحدا من حفاظ كتاب الله في المنطقة يصلي بالناس، حتى في صلاة التراويح رغم تقدمه في السن، بتلاوة خاشعة وصوت شجي، ملتزما بأحكام التلاوة التي يندر أن تجد شيخا في مثل عمره يؤدي بها، كما عرف أنه بإلقاء خطب الوعظ والإرشاد القوية التي يخشع معها المصلون، خاصة أن المعني يتلقى خطبته دون ورقة مكتوبة. ومن النوادر التي تروى عن الطالب بلعبيد، أنه صلى التراويح في ثلاثة مساجد في كل ليلة من ليالي شهر رمضان الكريم في ذات سنة، وذلك بعد أن طلب منه مصلو ثلاثة مساجد ذلك منه، واستحى أن يرد طلبهم، كما يتمتع الشيخ بثقافة واسعة توصل إليها من خلال مطالعته الواسعة للكتب ، وتخصيص حيز زمني للمطالعة يوميا، كما أشرف على عديد عقود الزواج. وشكر الإمام بلعبيد خليفة الله على توفيقه وتمكينه من هذه الرسالة النبيلة التي حملها طيلة هذه السنين، كما أثنى على كل من ساهم في تكريمه وأبدى تأثره بهذه الالتفاتة الطيبة والكريمة.