عرفت الأزمة الأخيرة التي اندلعت بمسرح سيدي بلعباس عقب إقالة المخرج الفنان عبد القادر جريو من منصبه انفراجا، حيث تم إعادة إدماج المعني في مسؤوليته كمدير عن الدائرة الفنية والتقنية وإلغاء الإنذار الذي تم توجيهه إليه، وذلك مباشرة إثر إنهاء اللجنة التي أرسلتها وزارة الثقافة برئاسة المفتش العام تحقيقها، وأعادت المياه إلى مجاريها وكشفت الحقيقة كاملة. وصرح عبد القادر جريو الذي عرفه الجمهور من خلال عدة مسرحيات لكنه اشتهر أكثر تلفزيونيا بإخراجه سلسلة "ناس السطح" (المعروضة على قنوات "الشروق" في رمضان الفارط) بأنه عاد إلى منصبه عقب تعامله مع الأزمة بهدوء، وتمسكه باتخاذ الطرق والإجراءات القانونية اللازمة لإظهار حقيقة ما تعرض له، حيث كان قد تفاجأ بخبر إنذاره ثم إقالته من منصبه، ليتبين أن الأمر "دُبّر بليل" في الوقت الذي فسره آخرون بسوء تفاهم وقع مع الإدارة الحالية للمسرح، علما أن كل ما قيل عن صورة كاتب ياسين والخلاف حولها، وقع بالفعل، حسب جريو، لكن "المسؤول عن إزالة الصورة هو رئيس قسم الإدارة التقنية وليس مدير المسرح، وقد رأى فيها عدد كبير من الفنانين إساءة إلى التاريخ، قبل أن تكون إساءة إلى ياسين، خصوصا أن هذا الأخير شغل منصب مدير المسرح في سنوات سابقة". وأثنى عبد القادر جريو في قرار إنصافه على اللجنة التي أرسلتها وزارة الثقافة برئاسة المفتش العام، وأيضا على مدير الثقافة بسيدي بلعباس الذي دعمه كثيرا، علما أن المشكلة من وجهة نظر مخرج "ناس السطح" تتمثل في "تولي بعض الأشخاص من الدخلاء على المهنة مناصب مسؤولية" مضيفا: "لا يمكن صناعة مسرح قوي إلا بمسرحيين ورجال مهنة يعرفون حقا ماهية الفن الرابع وقدسية الركح، ولا يتصرفون كإداريين في التسيير وكأنهم يسيّرون هيئة بيروقراطية". يشار إلى أن الأزمة الأخيرة التي عاشها جريو، سمحت له بالحصول على دعم ومساندة كبيرين، ليس فقط من فنانين ومثقفين بالمدينة لكن حتى من خارجها، ومن الإطارات الشابة في وزارة الثقافة تحديدا، حيث سبق لعدد كبير من الممثلين وأيضا عموم المثقفين أن عبروا عن مساندتهم المطلقة لجريو عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الذي طالب فيه هؤلاء بضرورة وضع حدّ لكل التصرفات الإدارية التي من شأنها إهانة أهل المهنة، والتعامل معهم كموظفين بيروقراطيين وليس كمبدعين.