اتفقت معظم القنوات التلفزيونية الجزائرية في تغطيتها مهرجان الفيلم العربي بوهران على اعتبار "الحدث" نكسة جديدة للسينما والثقافة عموما بالجزائر، بعدما أخفق المحافظ إبراهيم صديقي في مهمة حفظ سمعة المهرجان إلى درجة بات فيها مطالبا بالرحيل عن الإدارة اليوم قبل الغد، مع ترك المجال لاسم جديد!! شنّت قناة "دزاير نيوز" هجوما حادا ضد المهرجان الثلاثاء، وعلى نفس المنوال، سارت أيضا "الشروق نيوز" ومعها قناة "النهار"، و"نوميديا"، وكذا جل القنوات.. بعدما وصفت هذه الأخيرة الدورة العاشرة لمهرجان وهران، بالفضيحة التي تضاف إلى قائمة طويلة من فضائح التسيير وعرض الأفلام. وفي هذا الصدد، ذكرت معظم التقارير التي أعدها صحفيون يعملون بتلك القنوات أن السهرة الختامية أكدت الانطباع السابق بوجود سوء تنظيم واختيار عشوائي للضيوف، حيث تمت الاستعانة بنجوم التلفزيون من أجل المشاركة في مهرجان للسينما وتساءل البعض عن معايير اختيار أعضاء لجان التحكيم التي تعد بالنسبة إلى الصحافة والمتابعين النقطة السوداء، فضلا عن تناقل عدد من الإعلاميين قصصا وحكايات غريبة جدا مثل بقاء أعضاء لجنة التحكيم في المطعم خلال عرض الأفلام المتنافسة ودخول "متسولين" إلى قاعة العرض، حتى إن أحدهم فاجأ الفنان أسعد فضة "اللي ما فهم فيها والو" بحسب تقرير أحد الزملاء! يشار إلى أن الدورة العاشرة، وما حدث فيها، مثلت بالنسبة إلى البعض فرصة جديدة من أجل المطالبة بالتغيير على مستوى إدارة المهرجان واستبدال المحافظ إبراهيم صديقي باسم جديد، يمكنه أن يحفظ للمهرجان سمعته، لكن البعض الآخر فسر الأمر بانقلاب مدبر، نتيجة عدم الاستفادة من ريع المهرجان وعم توظيفهم في مناصب به، لكن المؤكد أن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بات مطالبا اليوم بمراجعة سياسة تنظيم هذا المهرجان وقائمة المشرفين عليه، مع الأخذ بعين الاعتبار، الواقع وملابساته وليس معيار "الصداقة والجهوية وبقية المعايير غير الموضوعية الأخرى".