مازالت معاناة مرضى القصور الكلوي ببلدية برج عمر إدريس بولاية إيليزي متواصلة، في تنقلهم المستمر بين مقرات سكناهم ومراكز تصفية الدم بكل من مستشفيات ورقلة وإيليزي، التي تبعد بنحو 500 كيلومتر و750كيلومتر. وبالرغم من استبشار المرضى خيرا قبل سنتين منذ ترقية عيادة برج عمر إدريس إلى مؤسسة عمومية للصحة الجوارية، وإلحاق وحدة تصفية الدم بذات المؤسسة، وفق القرار رقم 163/2015، عن وزارة الصحة، الذي تحوز "الشروق" نسخة منه الذي يقضي بإنشاء الوحدة، وتزويدها بأربعة أجهزة تصفية، إلا أنه وإلى حد اليوم لم تفتح هذه الوحدة بالرغم من عدة احتجاجات، في ظل طرح علامات الاستفهام حول هذا الموضوع. وحسب طلب التدخل من المنظمة الوطنية لترقية المجتمع المدني مكتب برج عمر إدريس، المرسل إلى الوالي، الذي تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منه، فإن أسباب عدم مباشرة وحدة تصفية الدم عملها تبقى مجهولة وغامضة، وفي ظل عدم وجود أجوبة شافية من طرف المسؤولين، طالبت المنظمة الوالي بالتدخل واستعمال كافة صلاحياته، للعمل على فتح هذه الوحدة، خاصة مع توفر أجهزة التصفية التي باتت عرضة للغبار وحتى التلف، بحيث مضى على جلبها نحو سنتين دون أن يتم استغلالها، عسى أن تنهي معاناة مرضى القصور الكلوي ببرج عمر إدريس، من التنقل على هذه المسافات الطويلة في كل مرة، بل إن المرضى أصبحوا يقومون بكراء منازل في إيليزي وورقلة رفقة عائلاتهم، فقط من أجل عملية التصفية. فيما تعالت أصوات أخرى تطالب بفتح تحقيق فيما سموه بالفضيحة، لإنفاق الدولة مئات الملايين على هذه التجهيزات، دون الاستفادة منها. مدير الصحة لولاية إيليزي، أكد في تصريح ل"الشروق"، أن المشكلة الكبرى تتمثل في عدم وجود جناح عمليات، يتم اللجوء إليه في حال حدوث أي مضاعفات لأي مريض، مؤكدا أنهم يعملون على فتح جناح للعمليات، من أجل هذا الغرض، خاصة أن المؤسسة كانت تعاني من مشاكل مالية في التوظيف وغيره، ولكنه تم فتحها بالتنسيق مع الوزارة التي رخصت بتوظيف عمال وأطباء جدد، أما الإشكال الثاني الذي يعيق فتح هذه الوحدة إلى حد اليوم، هو عدم وجود سكنات وظيفية لفائدة الأطباء، بحيث إنه من غير المعقول ألا يتم تخصيص وحدات من السكنات الاجتماعية لفائدة الأطباء، كما ناشد السكان المساعدة في منع اقتحام السكنات التي تخصص لهم.