شرع رئيس حركة مجتمع السلم سابقا، أبو جرة سلطاني، في تقديم روايته الخاصة للأحداث التي عرفتها الجزائر في العقود الماضية، وتحديدا تلك التي ارتبطت بالحركة الإسلامية وبنشاط الرجل، من خلال برنامج "في رواية أخرى" على شاشة التلفزيون العربي، الذي جاءت حلقته الأولى مليئة بالكلام عن الشيخ محفوظ نحناح، ربما أكثر من سلطاني نفسه! وصف وزير الدولة الأسبق، سلفه على رئاسة الحركة محفوظ نحناح بأنه كان يستمع أكثر مما يتكلم ومنصت جيد للجميع، قائلا: عندما تجالس الشيخ نحناح يتكلم 5 دقائق فقط ويستمع إليك لمدة ساعات". وعن السبب يوضح سلطاني: "نحناح رجل مثقف جدا وموسوعي لكنه كان يريد دوما الأخذ ممن يجالسهم وإن كانوا أقل منه علما ومعرفة". وعاد أبو جرة سلطاني إلى يوم وفاة الشيخ نحناح قائلا: "لقد كانت جنازته مهيبة جدا، شارك فيها مئات الآلاف، لقد كانت تشبه جنازة الشيخ البشير الإبراهيمي. وأذكر أن مسؤولا كبيرا بالدولة قال للشيخ نحناح وهو يصارع الموت: "لا تفعلها يا شيخ، فالجزائر لا تزال في حاجة إليك"، لكن، قدر الله لا مفر منه، فقد توفي الشيخ يوم 19 جوان 2003، أي في ذكرى التصحيح الثوري، ورقم 19 لاحق الشيخ أيضا في قضيته الشهيرة وهي قطع أسلاك 19 عمودا كهربائيا" قالها أبو جرة بتهكم!! وبحسب سلطاني، فقد أرسى نحناح مفهوما جديدا للعمل السياسي، وكان رجل المصالحة الأول في البلاد: "لا أستطيع القول إنه كان متسامحا إلى درجة غير معقولة، لكنه كان دوما يتجاوز حتى عن أولئك الذين تعرضوا له بالأذى، فعندما نسأله عن التعذيب الذي تعرض له في السجن، يقول مستنكرا: أين التعذيب وهل يوجد تعذيب في السجون؟ ولمّا نسأله عن موقفه من القاضي الذي أمر بسجنه فيرد: إنه ابن الجزائر ولا يمكن أن أراه غير ذلك". يشار إلى أن برنامج "في رواية أخرى"، سيعرف تقديم حلقات أخرى يشارك فيها الشيخ أبو جرة سلطاني ويروي فيها جانبا من تفاصيل عمله وعلاقته بالشيخ محفوظ نحناح وأيضا بالسلطة، سواء عندما كان رئيسا لحمس أم عندما أصبح وزيرا.