عاش الجزائريون أمس يوما استثنائيا في تاريخ الجزائر، ولحظات صعبة من السوسبانس الذي اجتاح الشوارع، لحظات قبل أعلان النتائج، وذلك بعد هدوء حذر خيم طيلة نهار أمس على الشوارع والأحياء، والساحات العمومية في المدن الكبرى، وعزوف المواطنين عن الخروج إلى الشوارع، بسبب المخاوف من وقوع اضطرابات، خاصة بعد أن بدأت أخبار المناوشات في ولايتي البويرة وبجاية تنتشر بسرعة في أوساط المواطنين، ولوحظ إغلاق تلقائي واسع لمعظم المحلات والمطاعم والمراكز التجارية وأكشاك المأكولات السريعة، كما أن أغلبية المواطنين استيقظوا متأخرين، فيوم الاقتراع بالنسبة إليهم هو يوم عطلة، الأمر الذي جعل محطات الحافلات والقطارات خالية من المسافرين، فمحطة تافورة التي تعتبر أكبر محطة حافلات بقلب العاصمة، ومحطة آغا للقطارات ومحطتي عيسات إيدير ومحطة المقراني الخاصة بحافلات النقل الحضري إيتوزا، بساحة أول ماي، ومحطة ساحة الشهداء التي تغص طيلة أيام الأسبوع بالحافلات والمسافرين، كلها بدت شبه خالية من المسافرين، يوم أمس، بسبب عزوف المواطنين عن التنقل، ورغم أن ركوب حافلات النقل الحضري "إيتوزا" التابعة للدولة والتراموي والميترو كان مجانا أمس بقرار من الهيئات الوصية على قطاع النقل لتمكين المواطنين من آداء واجبهم الوطني والتنقل إلى صناديق الإقتراع بسهولة. كبرى شوارع العاصمة ومحاطات الحافلات شب خالية يوم الإقتراع ويُلاحظ المتجول في الشوارع وخاصة بالجزائر العاصمة أن هناك عزوفا عن الخروج للشارع، فكبرى شوارع العاصمة بدت خالية من حركة المرور، ديدوش مراد، حسيبة بن بوعلي، محمد بلوزداد، العربي بن مهيدي التي تعرف عادة حركة مرورية مكثفة للمارة والسيارات، لم تكن تغص بالحركة كعادتها، لا زحمة مرورية، ولا اكتظاظ في حركة المرور، باستثناء الأحياء الشعبية التي تجمع سكانها في المقاهي، والزوايا وراحوا يخوضون في الأحاديث السياسية. المحلات التي اعتادت فتح أبوابها في أيام العطل باستثناء يوم الجمعة، لم تفتح أبواها، وبدا واضحا أن القلق يخيم على الشارع الجزائري، وسط انتشار أمني مكثف لقوات الأمن المرابضة في كل مكان. توجس وحذر بسبب الشائعات أبدى بعض المواطنين توجسا وحذرا شديدين بسبب شائعات التي تروج حول اضطرابات متوقعة بعد الانتخابات الرئاسية، وهو ما عكسته آراء بعض المواطنين التي رصدتها "البلاد" خلال جولة قصيرة بشوارع العاصمة. أيمن عماري شاب في مقتبل العمر التقته "البلاد" بساحة أول ماي أبى إلا أن يتحدث إلينا، ليعبر عن سخطه إزاء من يريدون "التخلاط"، وقال في هذا الصدد، "لا نريد شيئا من الأحزاب لا نريدها أن تتبنى الشعب وكأنها وصية على أمره، دعوا الأمور على حالها، نفضل أن يبقى الوضع على حاله وأن تزور الانتخابات على تهديد وضرب مصالح واستقرار البلاد، يكفينا دماء يكفينا ما عشناه في سنوات التسعينيات من اضطربات وضحايا ومفقودين ودمار وخراب". بينما لوحظ توجه واسع لسكان الأحياء القصديرية إلى التصويت، وكلهم أمل في أن يمنحهم الرئيس المقبل للبلاد سقفا يؤويهم، واختلفت آراء المواطنين الذين تحدثت إليهم "البلاد" عبر مختلف أحياء وشوارع وبلديات العاصمة، فمنهم من أكد أنه لم ولن ينتخب، حتى لأنه لا يثق في الانتخابات، ومنهم من أكد أنه لم ينتخب لأنه لم يقتنع بكل المترشحين، إلا أن هؤلاء أجمعوا كلهم، إنهم لم يمتنعوا عن التزوير استجابة لنداء مقاطعة الرئاسيات التي أطلقته المسماة "حركة بركات" أو المسماة "تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات، وإنما قناعة منهم إلى أن الانتخاب أو عدم الانتخاب سواء عندهم، كلاهما لا يغير شيئا لا في البلاد، فالأسعار لن تعود للانخفاض، والأجور لن ترتفع أكثر بحجة التضخم