عرفت عملية الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية أمس ببلديات ولايات الشرق في أجواء يطبعها التنظيم المحكم والانتشار اللافت لقوات الأمن المشتركة خاصة على مستوى الشريط الحدودي مع الجمهورية التونسية، حيث شهدت مختلف المراكز الانتخابية إقبالا متواضعا من قبل المواطنين خاصة في الفترة الصباحية، ميّزه عزوف لفئة الشباب مقارنة بالشيوخ الذين اصطفوا أمام مراكز التصويت في العديد من الولايات قبل بدء العملية. ففي ولاية الطارف خطف التحليق المكثف للمروحيات العسكرية التي كانت تراقب الوضع خاصة على مستوى النقاط الحدودية مع الجمهورية التونسية الأضواء منذ الساعات الأولى من الصبيحة. ومع انطلاق العملية الانتخابية، كانت فئة الكهول والشيوخ الفئة السباقة كعادتها نحو المراكز الانتخابية، مع مشاركة نسوية وشبابية ضعيفة قبل العاشرة صباحا، عدا مراكز بلدية الشط القريبة من ولاية عنابة التي سجلت أكبر نسبة مشاركة وصلت إلى 16 بالمائة عند العاشرة صباحا، مقابل 7 إلى 12بالمائة في بقية البلديات. وفي عنابة نظم مربو المواشي حركة احتجاجية أمام مقر فرقة الدرك الوطني تنديدا بعملية سرقة استهدفت أحدهم ليلة الأربعاء إلى الخميس وقد تدخلت وحدات التدخل السريع لتفريق المتظاهرين وتمكين أعوان الدرك من الالتحاق بمراكز الاقتراع وفقا لقرارات التسخيرة. كما عرفت مشاركة الناخبين استجابة محتشمة منذ الساعات الأولى لبداية الانتخاب إلى غاية منتصف النهار، حيث لم تتجاوز نسب المشاركة عبر 12 بلدية، 10 بالمائة، على غرار مراكز بلديتي وادى العنب والتريعات، حيث تراوحت النسبة بين 5 و8 بالمائة، في حين سجلت بلديتا سيرايدي والعلمة نسبة مشاركة وصلت إلى حدود 19 بالمائة. وأرجع ممثلو اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات سبب ذلك إلى ضعف المشاركة النسوية على مستوى العديد من مراكز الانتخاب بالولاية، على غرار مركز عسلة حسين ببلدية عنابة، الذي عرف إقبالا معتبرا من طرف فئة الرجال على مكاتب الاقتراع. في حين شهدت المكاتب المخصصة للنساء ضعف الاستجابة، حيث لم تتعد الأوراق الموضوعة داخل صناديق الاقتراع منذ بداية العملية إلى حدود الساعة 10 صباحا، حسب ما لوحظ في أحد مراكز وسط المدينة 30 ورقة تصويت في البلديات الحضرية وخاصة مقرات الدوائر الست، فإن الإقبال على مكتب التصويت كان ضئيلا في الفترة الصباحية، وعرف وتيرة أسرع في نسبة المشاركة ظهرا. أما الخاصية التي أثارت الانتباه فهي تجمعات فئة الشباب قبالة المراكز الانتخابية والنقاش المفتوح بينهم بشأن اقتناعهم بالتراجع عن فكرة المقاطعة واقتحام مكاتب التصويت من أجل المشاركة ولو بأوراق بيضاء وذلك في أعقاب إقدام التنسيقية الولائية للأحزاب والشخصيات المقاطعة على إلغاء مسيرة كانت قد برمجتها يوم الاقتراع. وفي ولاية سوق أهراس خيمت أجواء السكينة على عموم البلديات في الفترات الأولى من صباح يوم الاقتراع، وبدت شوارع المدينة خالية من السكان، خاصة أن اليوم يعتبر عطلة مدفوعة الأجر، غير أن مكاتب الانتخاب التي شهدت تغطية أمنية مكثفة عبر تسخير 5 آلاف شرطي، عرفت اصطفاف بعض الشيوخ والعجزة قبل فتح مكاتب الاقتراع، فيما كانت النسب متفاوتة في الساعات الأولى ولم تتعد إلى غاية الساعة العاشرة صباحا نسبة 12 في المائة على مستوى الولاية، غير أنها عرفت ارتفاعا نسبيا في البلديات الجنوبية إلى غاية منتصف النهار، ووصلت الى حدود 20 بالمائة بعد الظهيرة.