دواء يباع بالصيدليات يهدد الجزائريين بخطر الموت بالسكتة القلبية المفاجئة

يواجه الآلاف من مرضى الجهاز الهضمي، خطر الإصابة بسكتات قلبية قاتلة بسبب الاستمرار في تناول دواء "دونبيريدون" الذي تم منع استعماله مؤقتا في عدد من دول أوروبا وأمريكا الشمالية للمضاعفات التي يسببها للقلب والشرايين.
حذر الدكتور مرابط الياس رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية من خطورة تناول دواء دونبيريدون الذي تم توقيفه مؤقتا في دول أوروبية عديدة عبر العالم، وقال المتحدث أمس في تصريح ل«البلاد" أن عددا من الدول الأوروبية وحتى بعض دول أمريكا الشمالية منعت استعماله مؤقتا إلى حين انتهاء الدراسات، خاصة أن الأبحاث الأولية أكدت أن له مضاعفات صحية خطيرة على مرضى الأجهزة الهضمية الذين يتناولونه، حيث يسبب مضاعفات صحية كبيرة على القلب والشرايين تؤدي إلى السكتة القلبية والوفاة، في الوقت الذي لم تصدر أي تعليمات بشأنه حتى تحفظات حول تناوله وهو ما قد يسبب مضاعفات صحية للعديد من مرضى الجهاز الهضمي الذين يتناولونه.
من جهة أخرى، أشار مرابط إلى استمرار تسويق بعض الأدوية الجنيسة لدواء دي انتالفيك الذي تم منعه منذ سنوات طويلة بمختلف دول العالم، إلا أنه لا يزال يسوق في الجزائر بالرغم من أن له مضاعفات خطيرة على الكبد، خاصة في حال التمادي في تناوله لتهدئة الآلام، وأشار في هذا الشأن إلى أن عددا كبيرا من الأدوية يتم تسويقها بالسوق الجزائرية بالرغم من منعها في الخارج، حيث يتم المحافظة على تركيبة الدواء ولكن يتم تغيير التسمية إلى أخرى مقاربة لأنه ممنوع بالتسمية الكيميائية في بلدانه وهو يستعمل بصفة جد واسعة دون تدخل السلطات الوصية، حيث يتم تسبيق القاعدة التجارية على حساب النجاعة الطبية، في ظل غياب دور الوكالة الوطنية للدواء التي نصبها الوزير الأول وتساءل مرابط في هذا الشأن عن دور هذه الأخيرة ودور عمادة الأطباء اللتين كان من المفروض أن تفرض رقابة صارمة على الأدوية، مشيرا إلى أن اللجنة بقيت حبرا على ورق، ولم توقف التجاوزات من خلال ضبط قائمة الأدوية التي تستورد وإصدار الرخص التي تمنع أو تحذف من الصيدليات.
من جهته، أكد رئيس نقابة الصيادلة فيصل عابد أن الدواء لا يزال في إطار التحليلات والدراسات، إلا أنه أكد أنه تم إعطاء تعليمات للصيادلة عبر مختلف ولايات الوطن للاستفسار لدى المرضى الذين يقتنون الدواء إن كان يسبب لهم أية مضاعفات. ووفقاً للمجلة الفرنسية "بريسكرير"، فإن الدومبيريدون المعروفة باسم الموتيليوم وغيرها، له فعالية متواضعة ضد الغثيان والتقيؤ عادةً، قد تزيد من خطر عدم انتظام ضربات القلب والموت المفاجئ وقد رجّحت المجلة أن حوالي 25 إلى 120 شخصاً قد توفّوا بصورة فجائية خلال عام 2012 في فرنسا بسبب تناولهم مادة الدومبيريدون وينضم الموتيليوم أيضاً إلى القائمة السوداء التي تضم أكثر من 63 دواءً حول العالم يجب تجنبها.