21 ماي 2003... 01 أوت 2014 مرت 11 سنة وشهرين و11 يوما على مرور الزلزال ببومرداس وعودته، والشيء الوحيد الذي بقي هو الرعب والخوف، فرغم طول المدة إلا أن صور مخلفات زلزال 2003 لم تمح من الذاكرة، لتتجسد أمس في ردود أفعال نسجها الخوف والرعب، فبين من رمى نفسه من العمارات، وبين هارب ومتدافع كانت نتيجة زلزال بعيد بأكثر من 50 كم عن هذه الولاية هو تسعة جرحى وعدد غير محدد ممن أصيب بالرعب ورفض العودة لمنزله. بومرداس... 11 سنة ويعود الزلزال مرت أمس، 11 سنة وشهرين و11 يوما بالضبط على الزلزال الذي ضرب بومرداس سنة 2003 وخلف أكثر من ألف قتيل وآلاف الجرحى وانهيار بنايات وتضرر أخرى، وقبل هذا وبعده كان الرعب والخوف هو النتيجة التي لم تنته رغم مرور هذه المدة. كان أغلب البومرداسيين نائمون في حدود الساعة 5 والربع عندما اهتزت الأرض ببولوغين ثم امتدت الموجة الزلزالية لتصل بومرداس، حوالي 10 ثواني كانت كافية لإحياء الجراح وتنشيط خلايا الذاكرة ورفع نسبة الأدرينالين في الجسم ليهرع الآلاف من البومرداسيين للخارج. الكل يصيح: "الزنزلة" ،«راهي ولات" ،«الهربة"، الرعب كان سيد الموقف والهروب هو السلوك الوحيد المجسد على أرض الواقع، خصوصا أنه لم تمر سوى 12 دقيقة حتى اهتزت الأرض مرة ثانية في هزة ارتدادية قاربت الأولى في شدتها، مما رفع نسبة الرعب والخوف ليمتنع الجميع عن العودة لمنازلهم حتى شروق الشمس. للإشارة، فقد شهدت ساحات ولاية بومرداس تجمع العشرات من العائلات والأفراد منذ الزلزال ولغاية شروق الشمس، حيث سادت حالة من الخوف والهلع في عدة مدن على غرار عاصمة الولاية، زموري، بودواو، تيجلابين، فيما كانت نسبة الخوف ورد الفعل أخف في القرى الجبلية. وفي وقت عاش سكان العمارات بهذه المناطق خوفا كبيرا كان على العكس، فإن سكان الشاليهات مطمئنين كون هذه الأخيرة توفر لهم الحماية. 9 جرحى عبر إقليم الولاية وتضرر فيلا بخميس الخشنة ورغم أن بومرداس كانت بعيدة نسبيا عن مركز الزلزال إلا أنها كانت الأقرب إليه كونها كانت قد جربته من قبل، لذا لم يكن مستبعدا أن تسجل خسائر بهذه الولاية على الأقل نتيجة الخوف والهلع، ولحسن الحظ لم تكن الخسائر كبيرة. فقد أكد النقيب أحمد مقنين المكلف بالإعلام في مديرة الحماية المدنية في تصريح خاص ل"البلاد" عن تسجيل 9 إصابات منهم امرأة أصيبت بحالة هلع، حيث يوجد من بين هؤلاء الجرحى 4 قاموا برمي أنفسهم من العمارات نتيجة الخوف و4 آخرين أصيبوا إصابات مختلفة نتيجة الخوف والتدافع أثناء الهروب. وبخصوص الخسائر المادية المسجلة بولاية بومرداس، فقد تم تسجيل تضرر فيلا من طابقين في بلدية خميس الخشنة يقطن في طابقها إمام رفقة ، أفراد فيما يوجد الطابق العلوي في حالة شغور، هذه الفيلا أصيبت بتشققات كبيرة في السقف والجدران وكانت متضررة سابقا وهو ما ّأثر بصورة كبيرة عليها خلال هذا الزلزال. خلية ولائية للمتابعة ورصد المستجدات تم منذ ساعات الصباح الأولى تنصيب خلية ولائية للمتابعة من أجل رفع تقارير للجهات الوصية حول أي مستجدات، كما تم إصدار أوامر للمسؤولين المحليين في الدوائر من أجل حصر مخلفات الزلزال وتجنيد كافة الإمكانات من أجل التكفل بالمصابين. وفي هذا السياق، أضاف النقيب مقنين أن الحماية المدنية مجندة ببومرداس منذ الدقائق الأولى التي تلت الزلزال، وقامت بوضع خطوط مباشرة لتلقى اتصالات المواطنين. وتعمل السلطات الولائية على جمع تقارير مفصلة عن مخلفات الزلزال في مختلف البلديات والدوائر بالولاية، من أجل رصد الأضرار المحتملة والتكفل بالمصابين وكذا العائلات التي قد تكون سكناتها متضررة. من جهتها، مديرة الصحة جندت مختلف العاملين في المستشفيات والمستوصفات عبر إقليم الولاية وكذا المؤطرين والأطباء النفسانيين من أجل التكفل بضحايا الزلزال. 160 مصابا وجريحا ببلديات الولاية كشفت مصادر طبية من ولاية بومرداس، عن تسجيل 160 مصابا نتيجة الزلزال الذي ضرب العاصمة أمس، وأغلب هذه الإصابات عبارة عن جروح وإصابات نتيجة التدافع أثناء الهروب، كما تم تسجيل عدد من الإصابات نتيجة الخوف والهلع. وحسب المعلومات التي توفرت لدينا من مصادر طبية بولاية بومرداس، فقد تم تسجيل 17 حالة بمستشفى برج منايل منها واحد في حالة خطيرة تم تحويله للعاصمة، وهي حالة شاب قفز من الطابق الثالث لعمارة نتيجة الخوف والهلع الذي أصابه عند الزلزال، كما تم وضع حالتين تحت العناية الطبية، فيما غادرت باقي الحالات المستشفى بعد أن تلقت الإسعافات اللازمة. فيما تم تسجيل 106 إصابات بمستشفى بومرداس، منها واحد أجريت له عملية جراحية، 7 حالات موجودة تحت العناية الطبية، فيما تلقى 40 آخرين العلاج والإسعافات اللازمة ويوجد بالإضافة لهؤلاء 8 إصابات تتلقى الإسعافات بالمستشفى لحد كتابة هذه الأسطر.