تحادث الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني،رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الاربعاء ، بمقر وزارة الدفاع الوطني، مع الجنرال دافيد رودريغز، القائد العام للعمليات العسكرية الأميركية في إفريقيا "أفريكوم" الذي أدى زيارة إلى الجزائر لم يعلن عنها من قبل. وتناول اللقاء بين الرجلين ظاهرة الإرهاب والمسائل المرتبطة بإفريقيا، وعلى رأسها الوضع المضطرب في ليبيا والأزمة في شمال مالي و الانفلات الأمني على الحدود، فضلا عن تدارس التعاون الثنائي بين الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية في مجال محاربة الإرهاب . و أفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني أن محادثات جمعت الفريق قايد صالح بقائد أفريكوم توسعت فيما بعد للوفد المرافق و إطارات سامية من وزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي.و ذكر بيان الدفاع أن مواضيع التعاون العسكري الثنائي و المسائل المتعلقة بالوضع الأمني السائد بمنطقة الساحل و الجوار كانت أهم ما تناولته مباحثات الطرفين و هذا بغرض " البحث في أفضل الطرق لتنسيق الأعمال خاصة في مجال تبادل الإستعلام والخبرات في إطار مكافحة الإرهاب". ونقلت مصادر عليمة عن رودريغرز قوله "إن النشاط الارهابي يهدد أمن المنطقة جراء حالة الانفلات خاصة في ليبيا و مالي كما أن عمليات تهريب الأسلحة من ليبيا تفاقمت، حيث تسربت كميات كبيرة منها إلى مالي وبقية الدول المجاورة". واعتبر رودريقرز حسب نفس المصادر أن حل هذه المعضلة التي وصفها ب"الخطر حقيقي" ،لا يمكن حلها إلا "بتضافر الجهود الإقليمية والدولية". ونفى القائد العام للعمليات العسكرية أن " تكون بلاده تفكر أو تخطط لإقامة مقر للعمليات العسكرية الأميركية في إفريقيا "أفريكوم" بالمنطقة رغم تصاعد الجدل حول هذه النقطة منذ سنوات لكن المسؤول العسكري الأمريكي أكد أن "ذلك سيكون مكلفا لأميركا. و ليس في الأجندة في الوقت الحالي". وتتخذ قيادة "أفريكوم" التي أسسها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في فيفري من العام 2007 من مدينة شتوتغارت الألمانية مقرا لها، وهي واحدة من 6 قيادات عسكرية أميركية موحدة جغرافيا ضمن هيكل واحد في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وتزامنت زيارة قائد أفريكوم مع تلك التي قامت بها الاثنين الماضي بها مستشارة رئاسة الجمهورية الفرنسية لإفريقيا هيلين لوغال في إطار" المشاورات السياسية المنتظمة بين الجزائر و فرنسا".وهي تحركات ليست بمعزل عن بداية ظهور تداعيات الحرب على ليبيا من قبل حلف الناتو، في منطقة الساحل من خلال تأكيد هيئة الأممالمتحدة من أن أسلحة هربتها القاعدة من ليبيا إلى دول الجوار والساحل، وهو ما حذرت منه الجزائر منذ عدة سنوات، من أن التدخل العسكري الأجنبي في المنطقة سيزيد من تقوية الفكر الجهادي لدى التنظيمات الارهابية .