رغم الميزانيات الضخمة المرصودة لمشاريع التهيئة الحضرية وتحسين وتعبيد الطرقات بأحياء مدينة وهران، غير أن معاناة المواطنين تظل مستمرة. وهو ما تترجمه الحركات الاحتجاجية والمراسلات التي يقوم بها المواطنون في عدة أحياء، حيث رغم المشاريع المرصودة، غير أن سبب استمرار معاناة المواطنين هو تذبذب تلك الأشغال أو توقفها، وإن انتهت فإنها تنتهي برداءة بحيث سرعان ما تعود الطرقات إلى حالتها وكأن شيئا لم يكن. فسكان حي الضاية الشعبي كان لهم نصيب كبير من هذه المعاناة، ما جعلهم يتجمعون للاحتجاج أمس أمام مقر الولاية تنديدا بما أسموها "مهزلة" تحصل في حيهم، والمتمثلة في انطلاق مشروع تهيئة الطريق الرئيس للحي وهو في حالة متوسطة فيما تم إهمال باقي الشوارع والطرقات التي تعرف وضعية كارثية، حيث رفع المحتجون لافتات مطالبين السلطات الولائية بالتدخل والتعجيل بمشروع لتهيئة شوارعهم قبل حلول فصل الشتاء الذي تزداد فيه معاناتهم مع تساقط الأمطار وتعطل حركيتهم بحيث لا يعود أحدهم إل بيته إلا وهو ملطخ بالأوحال، حسب ما صرح به المحتجون، وذلك بعد معاناة خلال فصل الصيف، حيث غزت الأتربة والغبار المتطاير غرف منازلهم ما تسبب في إصابة العديد من الأطفال بأمراض الحساسية والاختناق، "نحن نختنق، فالغبار يتطاير في الهواء ونضطر إلى إغلاق النوافذ"، يقول أحد المحتجين الذين استقبلهم مسؤول ولائي أكد لهم أن مشاريع لتهيئة باقي الشوارع وتعبيد طرقاتها ستخصص للحي خلال الميزانية القادمة، وهو ما لم يستسغه السكان الذين أصبح هاجسهم كيف سيمضون فصل الشتاء القادم، بعد معاناة شديدة العام الماضي.