لا تزال وضعية المطاعم المدرسية على مستوى ولاية الجلفة، من بين الأمور المسكوت عنها، والبعيدة عن أعين الرقابة، في الوقت الذي أضحت فيه تمثل "بقرة" حلوب لمدراء المؤسسات التربوية على حساب التلاميذ، نظرا للتلاعبات الحاصلة في قيمة الوجبة وتعدادها والتي يتكفل بطبخها وتوزيعها عمال الشبكة الاجتماعية والحراس والبوابون إلى حد الآن . مع كل موسم دراسي، تطرح قضية المطاعم المدرسية وجوانبها الخفية، حيث أكدت مصادر "البلاد" أن الوضعية لا تزال على غير ما يرام، بل إنها من عام لآخر تعرف تدهورا أكثر فأكثر، ومسيرة فصل كامل من تسيير هذا القطاع خلال هذا الموسم أيضا لم تشذ عن القاعدة أيضا، وبالرغم من أن المشكل غير مطروح في عدد هذه الهياكل أو على مستوى التجهيزات، بل في كيفية التسيير الأمثل، إلا أن استلام مشاريع جديدة في العديد من المدارس، لم يحل المشكلة بقدر ما أضاف مشاكل أخرى لها، لكون الوجبات الباردة لا تزال هي سيدة الموائد وعمال النظافة والشبكة الاجتماعية والعمال المهنيين هم من يؤدون دور "الطباخين" في غياب عمال متخصصين. من هذا المنطلق، وفي محاولة لتعرية حقيقة هذا الوضع، مع ارتفاع وتيرة الاحتجاجات، وفي ظل الإصلاحات الوزارية التي كان لها انعكاس مباشر على هذا القطاع الحساس، فتحت "البلاد" هذا الملف لنقل وقائعه وتشريحه على كافة المستويات عبر الاتصال بجهات متابعة للوضع وأخرى هالها ما هو حاصل، لنعود بحقائق أقل ما يقال عنها أنها "كارثية" وقد تكون بعيدة عن "أعين" أولياء التلاميذ ولا نقول بعيدة عن أعين الجهات والمصالح المعنية لأن هذه الأخيرة على علم بحقيقة الوضع وبمشاكله المتوارثة والمتجددة. وتؤكد مصادر "البلاد" أن عدد المطاعم على مستوى الولاية يناهز 325 ، منها مطاعم لا تزال في طور الإنجاز أو منجزة وخارج الخدمة، زيادة على وجود مطاعم هي في الأصل أقسام تم تحويلها لتفي بغرض تقديم الوجبات وكفى. وقالت مصادر تربوية متابعة لسير المطاعم المدرسية إن الوضع كارثي على كافة المستويات والأصعدة، حيث لا يزال يشرف على عملية "الطبخ" عمال الشبكة الاجتماعية، في الوقت الذي يشرف فيه العمال أنفسهم على تنظيف الأقسام وغسل الصحون المستعملة. وكان تقرير سابق للأمانة الولائية بالجلفة للنقابة الوطنية لعمال التربية، قد أكد أن هناك مطاعم كثيرة تُقدم وجبات باردة تضر بصحة التلاميذ في عز فصل الشتاء رغم أن هذه المطاعم موجودة بمؤسسات تربوية حضرية وعلى مستوى عاصمة الولاية نفسها.