تعديلات على قوانين تسيير الكشافة للحفاظ على روح وأصالة المنظمة أطاح المؤتمر الحادي عشر العادي للكشافة الإسلامية الجزائرية بالقائد نورالدين بن براهم، بعد 17 سنة كاملة على اعتلائه عرش المنظمة الكشفية، وجاء بقائد جديد وسط تساؤلات عديدة داخل الوسط الكشفي عن مستقبل الكشافة الإسلامية الجزائرية، لا سيما في ظل التعديلات الجوهرية التي مست العديد من القوانين الخاصة بكيفية تسيير المنظمة مستقبلا، بهدف تفادي الصراعات وفضائح الفساد التي عاشتها المنظمة في عهد القائد السابق. وانتخب محمد بوعلاق على رأس القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية خلفا للقائد الأسبق نورالدين بن براهم، على هامش انعقاد المؤتمر الحادي عشر العادي للكشافة الإسلامية الجزائرية بنادي الصنوبر. وسبقت العملية الانتخابية، حضور قوي للكواليس، خاصة بعدما تراجع القائد السابق بن براهم عن قراره الأول بعدم الترشح، فكان إعلان ترشحه بعد رسالة واضحة لمعارضيه بعدم رغبته في التنازل عن عرشه بهذه السهولة، حيث كشفت لنا تقارير مسؤولة من داخل المجلس الوطني أن بعض الأطراف هي من قامت بتغليط بن براهم ودفعته للترشح، رغم رفض ذلك من طرف القاعدة الكشفية الراغبة في التغيير وإعادة مسار المنظمة إلى الأصلية، بعد الانحرافات التي عرفتها في العهدة الأخيرة للقائد بن براهم. واعتبر العديد من أعضاء المجلس الوطني الجديد الإطاحة ببن براهم منطقيا ومنتظرا، حيث صرح لنا في هذا الإطار أحد الأعضاء قائلا " بن براهم قدم للكشافة الكثير في البداية، لكنه للأسف الشديد في الفترة الأخيرة أهمل واجباته ومهامه كقائد عام للكشافة، وبات يهتم بأموره الشخصية فقط وخاصة جمعيته على حساب المنظمة الكشفية ". وأضاف "بن براهم انحرف في المدة الأخيرة عن مسؤولياته اتجاه المنظمة بعدما حكمها بالتسلط من خلال جمع كل المهام والصلاحيات تحت إمرته، وهذا لخدمة مصالح جمعيته". وتمت تزكية القائد الجديد للكشافة الإسلامية الجزائرية محمد بوعلاق لمدة 4 سنوات بعد حصوله على أغلبية أصوات أعضاء المجلس الوطني الجديد للمنظمة المنبثق عن المؤتمر الحادي عشر في اجتماع حضره 108 عضوا من أصل 113 عضوا يمثلون تركيبة المجلس، وبحضور 700 مندوب يمثلون مختلف جهات الوطن. ومن أصل 113 صوتا يمثلون عضوية المجلس الوطني الجديد، حصل محمد بوعلاق على 68 صوتا مقابل 35 صوتا لبن براهم فيما ألغيت 5 اصوات مقابل تسجيل 5 غيابات. وإضافة إلى انتخاب قائد جديد للكشافة الإسلامية، وزوال عرش القائد السابق نورالدين بن براهم بعد 23 سنة من ترؤسه القيادة العامة لواحدة من أهم المنظمات الوطنية الفاعلة، فقد شهد المؤتمر الحادي عشر العادي المصادقة على تعديلات القانون الأساسي منها المادة 30 التي تنص على أنه لا يحق للقائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية وأعضاء القيادة العامة الجمع بين عضوية القيادة العامة ورئاسة جمعيات أو أي تنظيم آخر. كما مست تعديلات القانون الأساسي وكيفية انتخاب القائد العام للكشافة، حيث ينتخب من طرف أعضاء المجلس الوطني على أن تتم تزكيته بعد ذلك من طرف المؤتمر الذي ينعقد كل أربع سنوات في دورة عادية.