قررت وزارة الموارد المائية، بعد انتظار طويل ومرير منح الضوء الأخضر لتفعيل محطة تحلية مياه البحر بمحيثيس غرب مدينة تنس الساحلية بالشلف بسعة يومية تصل حدود 200 ألف متر مكعب وبتكلفة مالية ناهزت 250 مليون دولار، وتقرر دخول المحطة الصناعية حيز الخدمة الفعلية انطلاقا من تاريخ 10 مارس الجاري بعد تأخر دام أكثر من 22 شهرا في عملية إنجاز أضخم محطة في الجهة الساحلية والتي تعتبر ثالث أكبر محطة تحلية في الجزائر لما لها من أهمية بالغة في إنهاء عطش السكان وتخفيف حدة التوترات الاجتماعية التي غالبا ما تقع في فصل الصيف في المنطقة، ولفت المصدر إلى أنه من المقرر الانتهاء من أشغال ثانوية تتعلق بربط المحطة ببعض الشبكات الثانوية قبل التاريخ المحدد لدخول هذا المعلم الهيدرولوجي الخدمة الرسمية. وبحسب المعطيات المتوفرة من قطاع الموارد المائية أنه سيتم بدء التوزيع التدريجي لمياه المحطة في المدن الساحلية كتنس، سيدي عبد الرحمان، المرسى، القلتة إلى غاية الدشرية على الشريط الساحلي الحدودي بين الشلف ومستغانم، قبل أن يتم تمديد عملية التوزيع لتصل إلى مدن أخرى تبعا لشبكة كل منطقة لها ارتباط بالمحطة الرئيسية التي جاءت خصيصا للقضاء التام على ندرة المياه وفق تقنيات طاقية هائلة، وتشير المصادر إلى أن الوزارة الوصية أمهلت المجمع الاسباني "فيزا" الذي فاز بصفقة إنجاز واستغلال المحطة بواسطة شركة مختلطة بحصة 51 % و49 % لشركة طاقة جزائرية، مدة 10 أيام لإنهاء عملية ربط هذه التجمعات المعنية بالتزود من مياه المحطة التي توشك على الانتهاء ،وأضاف المصدر أن العملية الأولى للتموين ستمس 5 بلديات كدفعة أولى ليتم تعميم العملية الثانية على 10 بلديات قبل أن يتم ربط كامل البلديات ال 31 من أصل 35 بلدية في عضوية الولاية. وتظهر المعطيات أن المحطة الجديدة التي زارها مؤخرا وزير القطاع بمقدورها رفع طاقة التوزيع اليومي للمياه الصالحة للشرب من 150 لترا حاليا إلى 250 لترا للساكن الواحد في اليوم، خصوصا وأنها ستضمن تزويد المناطق الساحلية بما يصل إلى 6 بلديات ممتدة على طول الساحل الشمالي للولاية انطلاقا من محطة ثانية بعاصمة الولاية بطاقة 30 مليون متر مكعب في العام وباستهلاك يتراوح مابين 10 إلى 11 مليون متر مكعب في السنة، حسب احتياجات كل بلدية. كما يتوقع تحويل مياه سد سيدي يعقوب إلى الاستعمال الفلاحي والسقي بدلا من استغلاله لتزويد البلديات الشمالية بالمياه الصالحة للشرب فور دخول المحطة الجديدة حيز الخدمة الفعلية التي تعد من ضمن 13 محطة تحلية في الجزائر في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو الذي اقره رئيس الجمهورية 2005 / 2009 القاضي بإنتاج 2.2 مليون م3 من مياه البحر المحلاة في اليوم كما هو الحال لبعض الدول مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، سنغافورة، ماليزيا والصين التي باتت تستخدم مثل هذه المحطات لمواجهة أزمة العطش.