شرعت العديد من بلديات العاصمة مؤخرا في عملية إعادة تهيئة شاملة لأرصفتها مما حول هذه البلديات إلى ورشات مفتوحة لا تنتهي بها الأشغال وسط سخط واستياء من طرف المواطن بسبب الفوضى التي تخلفها مثل هذه الأشغال. ورغم أن العديد من أرصفة بلديات العاصمة لم يمر على إعادة تهيئتها سنة واحدة فقط في إطار مشاريع عصرنة العاصمة وتحسين واجهتها، إلا أن هذه البلديات أطلقت مؤخرا عمليات واسعة لإعادة تجديد أرصفتها على نطاق واسع، الأمر الذي ينافي التعليمات التي قدمها والي العاصمة عبد القادر زوخ للمجالس البلدية بخصوص عملية إدارة مثل هذه المشاريع وتوقيت إنجازها على وجه التحديد. وتعد بلديات الجزائر الوسطى وسيدي امحمد أكثر البلديات استهلاكا لمثل هذا النوع من المشاريع لكون عمليات تجديد الأرصفة تتكرر بمعدل مرتين في السنة، الأمر الذي يفتح المجال أمام العديد من التساؤلات حول الميزانيات الضخمة التي تستهلكها مثل هذه المشاريع من جهة، وسياسة التخطيط الخاصة بمثل هذه الأشغال التي تحولت مع مرور الوقت إلى كابوس بالنسبة للسكان وحتى زوار العاصمة اندهشوا للوضعية الكارثية التي توجد عليها أرصفة العاصمة. فعلى مستوى بلدية الجزائر الوسطى فقط تم تخصيص مبلغ 1.390 مليار دينار لإعادة تجديد الأرصفة في رمضان 2014، لكن أكثر من 50 بالمائة من هذا المشروع سيشرع في تجديده للمرة الثانية بسبب مختلف مشاريع تجديد شبكات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب وكذلك تجديد شبكات الهاتف... التي تم إنجازها مباشرة بعد الانتهاء من عملية التجديد الأولى التي لم يمض عليها سوى حوالي عشرة أشهر فقط، مما يؤكد فوضى التخطيط والتسيير التي تميز بلدياتنا بشكل عام وليس بلديات العاصمة فحسب. كما كشفت مصادر محلية على صلة بالموضوع أن تكلفة المتر الواحد من مشاريع تجديد أرصفة العاصمة تقدر بخمسة آلاف دينار جزائري، في حين هناك شك بخصوص نوعية إنجاز هذه الأرصفة لكونها لم تنجز وفق المعايير القانونية بدليل أن الأرصفة التي أنجزت بأشهر وأكبر أحياء وشوارع العاصمة على غرار ديدوش مراد وحسيبة والعربي بن مهيدي... لا توحي إطلاقا بأنك في عاصمة البلاد.