جمعية أولياء التلاميذ: استحالة تطبيق القرار في ظل نظام الدوامين تداولت أمس، مختلف مواقع التواصل الاجتماعي ومنتديات التعليم الابتدائي بالجزائر، شعارات للحملة الوطنية الخاصة بتوحيد مواعيد خروج تلاميذ الطور الابتدائي مساء، وسط حالة اللاأمن التي تشهدها المؤسسات التربوية وتسهيلا لمهمة الآباء في مرافقة أبنائهم، فيما تؤكد جمعية أولياء التلاميذ استحالة تطبيق القرار في ظل نظام الدوامين المسيطر على المدارس الجزائرية. وجاءت الحملة التي رفعت شعار "نعم لتوحيد خروج تلاميذ الطور الابتدائي في وقت موحد" و«لماذا لا يخرج تلاميذ الابتدائي في وقت واحد؟"، نظرا إلى ارتفاع حالات العنف في الوسط المدرسي واللاأمن التي تعرفها مختلف المؤسسات التربوية بالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة، وتساءل النشطاء في الحملة عن سر خروج تلاميذ الطور التحضيري على الثانية والنصف بعد الزوال، ليليها تلاميذ الطور الثاني والثالث على الساعة ال15.30 وبعدها تلاميذ أقسام الخامسة على الساعة ال16.15 وهو ما خلق متاعب جمة عند أولياء التلاميذ، الذين يضطرون إلى التنقل ثلاث مرات مساء في حال كان لديهم ثلاثة أبناء يدرسون في أقسام مختلفة بالابتدائي، وذلك بسبب حالة اللاأمن وانعدام الثقة التي تجذرت في ذهنية الآباء بسبب قضايا الاختطاف والاعتداءات. وطالب نشطاء الحملة، بتوحيد قرار خروج تلاميذ الطور الابتدائي حرصا على سلامة الأطفال وتسهيل المهمة على الآباء الذين أهملوا أعمالهم، خاصة بعد أن عرفت مختلف المؤسّسات التربوية عبر الوطن، مؤخّرا، حالة استنفار قصوى من قبل أولياء التلاميذ، بعد تكرّر حالات الاختطاف، مع تداول معلومات حول عودة نشاط عصابات الاختطاف، مما بثّ الرعب في نفوس العائلات رغم تكذيبات مصالح الأمن لها، حيث عرفت أبواب المدارس الابتدائية، وحتى المتوسّطات، بعديد ولايات في الآونة الأخيرة، اكتظاظا ملحوظا، خلال أوقات الدخول والخروج، بسبب حرص الأولياء على اصطحاب أبنائهم خشية الاختطاف، خاصة بعد رعب حالات الاختطاف والقتل، التي عادت إلى الظهور مجدّدا وأصبح معظم أولياء التلاميذ يرافقون أبناءهم إلى المدارس بشكل يومي وبكل الأوقات، مما سبّب اكتظاظا معتبرا، مبدين تخوّفاتهم من جرائم الاختطاف والاعتداء، خاصّة بعد انتشار هذه الظاهرة منذ سنة 2013 ليعود الرعب مجدّدا إلى قلوب الأولياء، الذين ضحوا بأوقات عملهم لاصطحاب أبنائهم أو تكليف أشخاص وتأجيرهم للقيام بهذه المهمّة يوميا. من جهته، أحمد خالد رئيس جمعية أولياء التلاميذ، أكد في اتصال ب "البلاد" استحالة تطبيق القرار في الوقت الراهن، خاصة في ظل إمكانات وزارة التربية الوطنية وعدم التوصل إلى القضاء على نظام الدوامين، رغم كونه الهدف الذي تسعى إليه الوزيرة بن غبريت، مؤكدا أن القضية صعبة حاليا رغم أنها مهمة بالنسبة للتلاميذ وأوليائهم والأساتذة على حد سواء، مضيفا أن المشكل في عدد الأقسام ونقص المدارس وسط اكتظاظ التلاميذ، لاسيما في المدن الكبرى والبلديات التي تضم الأحياء السكنية الجديدة، حيث عرفت استعمالا واسعا لنظام الدوامين، فالأصل حسب المتحدث القضاء أولا على نظام الدوامين وتوفير مدارس إضافية، وربما مستقبلا سيتحقق المطلب.