يشتكي فلاحون عبر الوطن والمختصون في إنتاج الخضروات الموسمية التي تعرف بها المنطقة كالفلفل والطماطم وغيرها من تراجع المردود بسبب تفشي أمراض فيروس تنقله حشرتا الذبابة البيضاء والتريبس وكذا انخفاض الأسعار في السوق مما سيكبدهم خسائر تجبر الكثير على التخلي عن هذا النشاط الفلاحي الذي ورثوه أبا عن جد ويعتبر مصدر رزقهم. ولعل أكبر معضلة واجهها الفلاحون هي عدم قدرتهم على التصدي لهذه الحشرة التي تعتبر من أخطر الحشرات على النباتات وتتسبب في خسائر كبيرة للاقتصاد لأنها تتغذى على عصارة النبات وتسبب تجعد الأوراق وصغر حجم النصل وتقزم واصفرار القمة النامية، كما تقوم بنقل أكثر من 60 فيروسا أخطرها فيروسات تجعد واصفرار أوراق الطماطم التي تقتل النبتة. هذا المرض انتشر بالمنطقة منذ أربع سنوات متتالية ويجهل مصدر دخوله إليها ولم يتم الوصول إلى حلول لعلاجه أو وضع حد لانتشاره السريع وسط البيوت البلاستيكية. لهذا تبقى الوقاية أهم العوامل للتصدي له، لكن غياب الثقافة الزراعية والتكوين في المجال وعدم تقيد الفلاحين بإرشادات المصالح الفلاحية زاد من معاناتهم وراحوا يلهثون وراء محلات بيع الأدوية لعلاج المرض. واتهموا بعض المشاتل في جلب هذا المرض الذي انتشر بالمنطقة الجنوبية للولاية خاصة بئر حداد وعين لحجر التي تشتهر بهذا النوع من الزراعة، حيث تحصي الجهة 9000 بيت بلاستيكي تتربع على 450 هكتار كلها مختصة في مجال لخضروات. وفي اتصالنا بمديرية الفلاحة بسطيف، أكد رئيس قسم حماية النباتات ومدير الفلاحة بالنيابة، قبايلي عبد الكريم، أن لجان دورية من مصالح الفلاحية تعاين المنطقة وتعد تقارير عن كل حالة وإن قلة المردود بسبب استعمال الفلاحين لفصيلة نباتية تسمى "وسيلة" تتميز بقلة المردود يتم استيراد بذورها وأن المرض تفشى السنة الماضية في حين تراجع هذه السنة، كما أن الفلاحين لم يلتزموا بإرشادات المصالح الفلاحية من خلال الاعتماد على الدورة الفلاحية لمدة 4 سنوات متتالية للقضاء على هذا المرض نهائيا من خلال غرس أنواع خضروات أخرى واستعمال المبيدات ضد حشرة التريبس والذبابة لبيضاء، بالإضافة إلى التقليل من عملية السقي خلال موسم الإزهار.