«استقبلت» الغرفة السفلى للبرلمان، نوابها الجدد ال 462 بداية من صبيحة السبت ، وكانت مقاعد كل المجلس عامرة، في مشهد قد لا يتكرر عندما يتعرف النواب على خفايا وكواليس البرلمان، ويتفرغ كثير منهم لقضاء مصالحهم الشخصية. على طريقة تلاميذ السنة أولى ابتدائي حين يتيهون في جو من الذهول وهم يتخطون لأول مرة عتبة المدرسة، هكذا كان حال أغلبية البرلمانيين الجدد الذين رمتهم الصدف وحسن الطالع ليجلسوا تحت قبة الغرفة السفلى بمبنى زيغود يوسف. فباستثناء القدامى الذين تعودوا على أجواء المجلس، كان غالبية النواب الجدد تائهين وغير مصدقين أنهم في برلمان تنافس عليه أزيد من 7 آلاف طامح، بذلوا الغالي والنفيس من أجله، لتستقر «المعركة» بانتصار 462 محظوظا فقط، ارتدوا أجمل البذلات والفساتين وتعطروا بأفخم ماركات الروائح العالمية، باستثناء نواب ولايات تمنراست، إيليزي، تندوف وغرداية، الذين لم تغويهم العاصمة ولا البرلمان وفضلوا البقاء بألبستهم التقليدية. هل ستخلف سعيدة بوناب حسناء البرلمان؟ حال النساء النائبات لم يختلف كثيرا عن زملائهم الرجال، وبالرغم من أن الخمار كان طاغيا على غالبيتهن فإن أخريات فضلن ألبسة عصرية قصيرة للفت الانتباه، وإن كان وجه الشبه بينهن الكميات الكبيرة من الذهب والجواهر النفيسة التي ظهرت، وكأنهن حضرن لعرس بامتياز. وإن غابت حسناء البرلمان نعيمة فرحي التي لم يسعفها الحظ هذه المرة لتجديد مغامرتها في الغرفة السفلى، فقد كانت سعيدة بوناب رئيسة بلدية القبة حسناء، جلسة أمس على الرغم من تقدمها في السن فإنها حافظت على جمالها وهو ما يؤهلها لأن تكون حسناء البرلمان الحالي. التوتر يدفع العشرات إلى «المراحيض» و«الكافيتريا»! قبيل انطلاق جلسة التنصيب، اصطف العشرات أمام كفتيريا المجلس لاحتساء القهوة والشاي، لعلهم يستفيقون من ليلة طويلة لم تغف جفونهم وهم في انتظار صبيحة السبت لتلج أقدامهم مبنى البرلمان، كذلك كان حال «المراحيض» التي لم تشهد إنزالا كأمس، والظاهر أن القلق قد انتاب الجميع. وعند بهو المجلس نصب رسم تخطيطي لقاعة الجلسات، التي قسمت إلى ثلاث مناطق، لتسهيل وصول النواب إلى مقاعدهم والجلوس بحسب الترتيب الأبجدي لألقابهم، ورغم ذلك فقد تم الاستنجاد بأعوان المجلس حيث «سرق» بعض النواب مقاعد زملائهم، وطلب منهم الأعوان مغادرة المقاعد إلى أخرى. نواب معجبون يتهافتون لأخذ صور تذكارية مع غول في تلك الأثناء حوالي التاسعة ونصف صباحا تواصل دخول النواب إلى القاعة، وما إن دخل عمار غول القاعة التف حوله العشرات من النواب، ممن لم يستوعبوا لحد الساعة أنهم نواب وأن غول زميل لهم في المجلس. بالرغم من أنه قد مضى 15 يوما على تحولهم من مواطنين بسطاء إلى نواب، وظهر لهم أنهم مواطنون وأن الواقف أمامهم وزير الأشغال العمومية الذي يشاهدونه على اليتيمة، ولأنه قريب منهم هذه المرة فقد اندفعوا عليه تقبيلا وتعنيقا، أما النائبات «الإناث» فقد اكتفين بمصافحته. «الخضراء» تفقد ولد خليفة توازنه.. عند العاشرة صباحا، دخل العربي ولد خليفة جلس على كرسي رئاسة المجلس الشعبي الوطني، بعد التغييرات الجديدة التي ظهرت على ديكور القاعة الرئيسية رفقة النائبين الأصغر سنا، وافتتحت الجلسة بقراءة فاتحة الكتاب ثم قام الجميع لسماع النشيد الوطني، وكان النائب عن جبهة القوى الاشتراكية «الأفافاس» بوعاش شافع الوحيد الذي وضع يده على قلبه. وبعد ذلك، شرع في المناداة على النواب ال 462 واحدا واحدا لتثبيث العضوية، وما إن انتهى من ذلك الإجراء، حتى فوجئ بنواب كتلة الجزائر الخضراء الحضور بمقاطعة الجلسة ورفع لافتات حمراء كتب عليها» لا للتزوير»، وهو ما أحدث حالة من الاضطراب عند رئيس الجلسة الذي لم يجد أمامه سوى رفع الأشغال. الجلبة التي أحدثها نواب الجزائر الخضراء، أنهت الجلسة وغادر النواب، الذين استغل أغلبيتهم الفرصة للتعارف بينهم وأخذ صور أمام لوحات المجلس وبالخصوص عند البهو.