عرف الأسبوع الماضي مخاضا سياسيا عسيرا سواء على مستوى الطبقة السياسية أو السلطة. بينما انتهى يوم تنصيب المجلس الشعبي الوطني الجديد بانفجار بمطعم إقامة جامعية بتلمسان بوفاة 8 أشخاص وإصابة 38 طالبا. وفي الخارج أطلت فلول نظام مبارك من خلال احتلال رئيس وزراء مبارك الترتيب الثاني بعد مرشح الإخوان في رئاسيات مصر بعد الثورة. وتوزع الحراك السياسي بين الداخل والخارج، وفي الجبهة الأولى لم يؤد التشويش باستعمال موجات عمار غول إلى تفكيك أسرار الانضباط داخل تكتل الجزائر الخضراء عموما وحمس خصوصا، ولم تنجح عملية الاستعمال السياسي لترددات بن بادة في ضرب الهدف الرئيسي، فقد تمسك تكتل الجزائر الخضراء بإعلان عدم الدخول في الحكومة القادمة والانسحاب من الحكومة الحالية. كما جدد التكتل تأكيده على الطعن في مشروعية البرلمان دون الانسحاب منه. بينما صمتت لويزة حنون في النصف الثاني من الأسبوع الماضي، وهي التي ظلت تردد أن بارون مخدرات في البرلمان الجديد. أما آيت أحمد الذي «طاب جنانه» في معارضة السلطة، فقد بارك حصيلة حزبه التي ظهرت في أعقاب الإعلان الرسمي عن نتائج التشريعيات، وفي هذه الأثناء ظهر الجدل السياسي والقانوني بين وزير الداخلية دحو ولد قابلية وجبهة المعارضة التي تشكلت من 16 حزبا سياسيا، عندما صرح الوزير أن هذه الأحزاب لن تؤثر على البرلمان بمقاطعتها الجلسات، واعتبر أن إنشاء برلمان مواز إخلال بدولة القانون، وأشار ولد قابلية إلى أن من لا يعترف بالبرلمان عليه الاستقالة منه. من جهته رد زعيم جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله على انتقادات وزير الداخلية، بالقول إنهم يمثلون 3 ملايين ناخب وليس 31 مقعدا برلمانيا، لكن جاب الله وفي آخر لحظة قرر العودة إلى مقاعد البرلمان. وفي السياق العام للتشريعيات، أعلن المجلس الدستوري لأول مرة عن تغيير في النتائج، لكنه تغيير لا يؤثر على التوازنات ولا على الأغلبية التي يقودها حزبي الأفلان والأرندي، ولأول مرة أيضا يكسر المجلس الدستوري رتابة المؤسسات ويعلن سحب 13 مقعدا من الحزب الفائز بأكثرية عددية في المقاعد ويتعلق الأمر بحزب جبهة التحرير الوطني لصالح خمسة أحزاب سياسية، من بينما جبهة القوى الاشتراكية وحزب العمال. في النهاية البرلمان الجديد، عقد أول جلسة له يوم أمس، في ظل مقاطعة تكتل الجزائر الخضراء وأحزاب المعارضة التي تكتلت ضد النتائج، وسط حديث عن قرار رئيس الجمهورية باختيار العربي ولد خليفة بدلا من وزير التعليم العالي رشيد حراوبية الذي قد يستدعى لمهام أخرى قد تكون حقيبة سيادية، مثلما يتردد. وبينما كان البرلمان يعقد أول جلسة له، كانت تلمسان تحصي قتلاها وضحاياها في انفجار هز ليلة الجمعة إلى السبت إحدى الإقامات الجامعية بتلمسان وخلف 8 قتلى و38 جريحا نتيجة تسرب للغاز. وفي الخارج تصدر أحد أبرز مقربي نظام مبارك، مشهد الأحداث عندما ظهر أن الدور الثاني سيكون من نصيبه في مواجهة مرشح الإخوان، وهو ما أدى إلى عودة الحديث عن الثورة المصرية والأهداف التي تحققت وهل الشعب غيّر طاغية ليصوت على أحد فلوله؟