*- صبرينة صوفطا: الألبوم سمفونية خالدة أصدر الفنان القبائلي ابراهيم طيب، اليوم، ألبومه العاشر الموسوم ب"شعل نجومك"، بعد سنوات من العمل الدؤوب والمتواصل، وبعد تسعة أشهر من عملية التسجيل، هذا الألبوم الذي يحمل موسيقى وكلمات تعبر عن الفن الأصيل وتعبر عن حب الفنان للموسيقى حيث أنه لا يتخيل العالم دونها، ويتساءل دائما لولاها ما كان يمكنه أن يكون. وأوضح الفنان ابراهيم طيب، في حديثه إلى "الجزائر الجديدة" على هامش ندوة صحفية خاصة للحديث عن ألبومه بمطعم "تالة ملي" بالعاصمة، أنه اختار الحرڤة كموضوع أساسي في الألبوم لما تحمله من الأهمية، فهي التي تفقدنا يوميا أبناءنا الذين يخاطرون بأنفسهم لينتهوا في عرض البحر. شباب كثر يرحل في صمت بسبب انعدام الأمل والأفق، مضيفا أن الموضوع يؤثر به كثيرا، لأنه مؤلم، يؤلمه ويؤلم الجميع، غير أنه لم يشأ التركيز على اليأس، حيث بعث الكثير من كل أمل ممكن من خلال تنوع أغانيه بالألبوم، مشيرا أن الفنان هو المرآة التي تعكس محيطه وبيئته، وهو الشخص الذي يكون أكثر وعيا بأنه إذا تم استهلاك اليأس والتسليم به كموت، يكون مضرا جدا، لذلك فضل زرع الأمل. وأضاف ابراهيم طيب، أنه مفتوح على جميع موسيقى العالم، فهو يسمع كل شيء تقريبا، ويقترب من كل موسيقى تحدث روحه، مضيفا بأنه تعلّم العزف والغناء بمفرده، ولا يمكن أن يؤدي أغنية يضيف دون أن يشعر بها. وأشار الفنان إلى ضرورة أن تتوافق الموسيقى الجزائرية مع المعايير العالمية حتى تلامس الجميع في أنحاء العالم، وتعبر الحدود، فنحن سواسية مهما اختلفت أعراقنا وألواننا بما أننا نعيش بكوكب واحد، مشيرا إلى أن الأغنية القبائلية أو الأمازيغية عموما رغم عدم كونها مفهومة لدى الجميع لا يجب أن تكون حاجزا، فالموسيقى تتواصل مع المشاعر، فلا فائدة من الانغلاق في نوع معين كالفولكلور مثلا، موضحا أنه ليس ضد هذا النوع وليس ضد أي نوع فكل موسيقى لديها الحق في التعبير عن نفسها. وبشأن الألبوم الجديد، قال ابراهيم، أنه يعتمد على كلماته وتأليفه الخاص لموسيقى أغانيه، وهو جد فخور بالعمل الذي خرج إلى النور أمس، مقدما شكره الجزيل لكل من آمن به، وبذل قصار جهده من أجل تحقيق هذا الإنجاز وإكمال المشوار إلى جانبه، وكذا شكره الجزيل لمؤسسة حقوق المؤلف والحقوق المجاورة على رأسها المدير سامي بن الشيخ الحسين، معتبرا أن العمل الجيد يتطلب وقتا وجهدا كبيرين، ويصر دائما على نوعية انتقاء الكلمات والتلحين المميّز مهما طالت المدة. وقد جمعت أغنية في الألبوم، بين ابراهيم طيب والمغنية حسيبة عمروش، وأغنية بينه أيضا وبين الفنانة فلة أسيرم التي وصف صوتها بالشاب، وأنها مطربة جيدة وصوت له مستقبل، قدمت مشاعرا قوية في الأداء، متمنيا أن تفتح لها أبواب أخرى. وفِي هذا الصدد قال أنه التقى فنانين شبابا يتمتعون بصوت جميل، ويؤدون الغناء القبائلي، وكذلك بلغات أخرى مطبوع متنوعة، وهناك مؤدون جيدون فقط ينقصهم التأطير، قائلا أنه في خدمة كل الموهوبين وأنه مستعد لمساعدتهم وتأطيرهم ليساهموا في ترقية الفن، سواء من ناحية الكلمات أو من ناحية اللحن. وعن الفنانة حسيبة عمروش، فقال أن الأمر له بعد آخر، فهي بالنسبة له من أجمل الأصوات في العالم، في كل الأوقات وكل الأنواع، فهي تستطيع غناء البلوز، الروك، والجاز والشرقي أيضا، وقدمت صوتا رائعا في الألبوم، وهي في الأصل صوت استثنائي، وقدرة وقوة لا تصدق، بالإضافة إلى الحنان والرقة، مشيرا أنه رغب في اختيار الأفضل من الصوت والموسيقيين، حيث اكتشف من خلال هذه التجربة الكثير منهم على غرار بن قاسم بن عليوة، قانونجي وغيرهم، فهم أحيانا في الظل ومثل هذه التعاونات تخلق فرصا لهم، منوها بعملهم الرائع لذلك لابد من تقديرهم. وقد وجد الفنان في شبكة الأنترنت مكانا جميلا لعرض أشرطته السابقة حتى يتمكن عشاقه ومتابعيه من معرفة جديده، وكان في السابق حين كان على مقاعد الدراسة ورغم الوسائل البسيطة يسجل أغانيه بواسطة جهاز الراديو عبر أشرطة الكاسيت، ثم يوزع الأشرطة على أصدقائه بهدف التقييم والاستماع، فقد كان في البداية يغني من أجل الاستمتاع فقط مع أصدقائه، الذين كان يعد لهم أغاني خصيصا لكل واحد منهم، ففي البداية -يقول- أنه كان يغني لنفسه لكن الآن أصبح لديه جمهور يحبه وهو يغني له. وفيما يتعلق بجولة فنية، صرح ابراهيم طيب أن الأمر ليس متاحا وصعب نوع ما، فغالبا عندما يتم الاتصال من أجل حفل فني مثلا تجد نفسك أمام أوركسترا لم تشاركك الغناء قبلا وهي لا تعرف أغانيك، فالأمر يتعلق بتحضيرات وتدريبات، مضيفا أنه يرحب بفكرة الحفلات لكن بشرط أن يقوم بنفسه بتدريب الموسيقيين. وتابع المطرب، صاحب الصوت العذب والموسيقى المبهجة، أنه يتعلم كل يوم ولا يتوقف عن ذلك من أجل المعرفة فهي الشيء الوحيد الذي يؤازره، فلا شيء مضمون دون المعرفة، والطريق إليها ليس سهلا، فمثلا في تجربته الأخيرة المتعلقة من بالألبوم تعلم كيف يتحكم في الإخراج والتسجيلات والتحكم في الترددات، والصوت فحاليا يسمع بطريقة أخرى. وعن الأغنية القبائلية البعيدة عن النص، أوضح الفنان، أنها تجيب للطلب العام، بما أن الجمهور يطلبها فهي ستكون دائما، لذلك عندما نقدم شيئا مختلفا نشعر بالخوف، مشيرا أن المكان يكفي الجميع ولا ضرر بوجود أغنية الأفراح والبهجة، لكنه في الوقت ذاته يرغب بأن يتعرف الناس على فن النص. وفِي سياق آخر، ذكر ابراهيم طيب، أن البلدان الغربية تعتمد على الفن كمادة مهمة، مشيرا إلى أننا لا نملك ثقافة تعليم أبنائنا الفن والرقص والمسرح فلا أحد يأخذ أبناءه لتعلمها بالتالي الأمر يتعلق ب"التربية الاجتماعية"، مشيرا إلى نقص المقررئية وفراغ الجامعة من طلاب شغوفين بالكتاب والمكتبة، مضيفا في الختام أن الأمر يؤثر على الفن والثقافة الجزائرية. المطرب إبراهيم طيب من الفنانين القلائل الذين يصدرون ألبومات غنائية تضم أغنية واحدة مطولة لكنها تحمل الكثير من المعاني، فرغم صوته الرائع الذي أثار انتباه الساحة الفنية القبائلية عند ظهروه على الساحة في سنة 1988، إلا أنه لا يعمد لتقديم ألبوم كل سنة، حيث يستغرق التحضير وقتا طويلا لتقديم عمل فني مميز ونظيف يميزه عن باقي الفنانين ويصنع له مكانة لا ينافسه فيها أحد، حيث بلغ صوته كل مكان من العالم. من جهتها، عبرت زوجة الفنان عن سعادتها بنجاح زوجها، قائلة أن الأمر لم يكن سهلا، فكثير من الضغط والليالي البيضاء والعمل المتواصل من أجل إنجاح العمل وتقديمه للجمهور، في حين قال الفنان ابراهيم طيب أن زوجته هي من كانت تضعه في السكة كلما تعثرت قدماه، فهي لم تتوقف أن تكون نفسها التي التقاها في أوقات غضبها وفِي أوقات قلقها وفِي أوقات سعادتها أيضا. صبرينة صوفطا: نعمل على الاحترافية والألبوم العاشر يستحق الاحتفاء من جهتها، أوضحت المخرجة صبرينة صوفطا، في حديث جمعها ب"الجزائر الجديدة" على هامش اللقاء الذي جاء خصيصا للاحتفاء بالألبوم العاشر للفنان المطرب والمؤلف الموسيقي ابراهيم طيب، أنها رغبة في العمل الاحترافي لأنه حاليا يتم إصدار ألبومات دون تقديمها، لذلك أرادت العودة إلى الأصل. وقالت صبرينة صوفطا، أن الألبوم العاشر معناه الاحتفال بلا نقاش، فالفنان مطرب بكل معنى الكلمة، مطرب الكلمة والفن الذي يدرس كلماته، والألبوم عبارة عن سمفونيات خالدة يمكن سماعها بعد سنين طويلة دون سأم، بها مواضيع متنوعة عن الحب، الأم، والأمل، والحرڤة التي كانت الموضوع الرئيسي، مشيرة أن الشيء الجميل يكمن في أن هذا الفنان هو الذي يكتب الكلمات وهو الذي يؤلف موسيقاه، فهو صاحب فن حقيقي، آلات حقيقية، موسيقى حقيقية بدون تدخلات. وأوضحت صبرينة، أنها تحب العمل النوعي، وترغب في التخصص فيه خاصة بكل ما يتعلق بالموسيقى، وهناك حفل في الأفق مع الفنان، لم يتم التخطيط له بعد، لكنه سيكون، أما حاليا فنحن في فترة تعرف الجمهور على الألبوم حتى يتشوق أكثر لحضور الحفل إذا ما تم تحديد موعده. وأشارت صبرينة صوفطا، أن أول نشاط لشركتها "أدلبيتوم إفنتس" كان الاحتفاء بالراحل سامي الجزايري، فبعد التقاعد من الإذاعة الوطنية حيث كانت مؤلفة ومخرجة للمسرح الإذاعي، أرادت إنشاء هيئة تُعنى بالثقافة التي ينقصها الكثير -حسب رأيها-. والمخرجة صبرينة صوفطا، كانت عضوا في فرقة "الفخارجية" للموسيقى الأندلسية، موسيقية، عازفة، ومؤلفة قصص جسدها أشهر المسرحيين والفكاهيين، لتتوجه إلى الإخراج، ومنه إلى سيناريوهات الأفلام، وتشق حاليا طريقها نحو متابعة الحدث الثقافي، واحتضان كل ما هُو أصيل.