صدر مؤخرا عن دار القدس العربي بوهران مؤلف جديد باللغة الفرنسية للباحث العصامي خالد مرزوق، بعنوان (مسار الشيخ سي محمد مرزوق - يقظة للوظنية الثقافية)، حيث يتناول هذا الكتاب حياة هذه الشخصية الدينية والوطنية التي قدمت خدمات كبيرة للجزائر بفضل ورعها وعلمها الغزير وروحها المتشبعة بحب أرض المليون ونصف المليون شهيد. وأكد السيد خالد مرزوق صاحب ال87 عاما، أن والده الشيخ سي محمد، المولود في 1884 والمتوفي في 1939 في تلمسان، ينحدر من عائلة قدمت مثلها مثل الكثير من العائلات الجزائرية دعما ومساندة كبيرة للأمير عبد القادر في مقاومته الباسلة ضد الاستدمار الفرنسي، لتقوم هذه الأخيرة بالانتقام منها (عائلة مرزوق) حيث سلبت وصادرت مساحات شاسعة من أراضيها، مضيفا أن أباه عاش في تلمسان ودرس في المدرسة الفرانكوإسلامية ليتم تعليمه في المدرسة الثعالبية بالجزائر العاصمة، لينتقل بعدها إلى السربون بفرنسا حيث اشتغل مدرسا معيدا في مادة اللغة العربية، موضحا أنه عاش مع الأمير خالد الذي قدم إلى تلمسان في 1919، ليعجب به الشيخ سي محمد مرزوق كثيرا، لما كان يمتاز به من وطنية وإخلاص ودفاع مستميت عن الإسلام، ليتولى مهمة ممثل عنه في عاصمة الزيانيين، في حركة «الأخوة الجزائرية» في 1922، مع العلم أنه ساهم رفقة الأمير خالد في فتح مدرسة الشبيبة في 1921 حيث كان مديرا لها، لتقوم السلطات الاستدمارية بغلقها في 1923، لما كانت تشكله من خطورة على الفرنسيين، كاشفا في سياق متصل أن مصالي الحاج درس عند والده كما عايش الشيخ أحمد بوعروق الذي درس في الجامع الأزهر، وتعرف على عبد الحميد بن باديس في 1923، ودخل جمعية العلماء المسلمين التي شارك في حفل تأسيسها في 5 ماي 1931، مشيرا إلى أن سي محمد درّس 16 عاما متطوعا وساهم في تعليم الكثير من الأطفال والكهول الجزائريين، مع العلم أنه أصدر كتابين لم يطبعهما (القلم والكتاب) و(الخمر والتوبة) ليوضح لنا أنه تحصل على هذه المعلومات من عدة مصادر من بينها الشيخ محمد الهبري مولسهول والسيد بن عصمان محمد الذي كان طالبا عنده، وعن سبب كتابة هذا المؤلف التاريخي، أكد خالد مرزوق أن الهدف منه هو التعريف بهذه الشخصية الوطنية وإبراز أعماله التي قدمها للبلاد والعباد. ليختم حديثه معنا بالتأكيد أن والده تعرف على قائد المقاومة المغربية الكبير عبد الكريم الخطابي الذي كان مرة على مرة يزور تلمسان، حيث قدم والده رفقة العديد من الشخصيات على غرار بوعياد آغا عبد المجيد ومصطفى علال وبغدادي مولاي الحسان، الأسلحة والدواء للبطل المغربي عبد الكريم الخطابي يذكر أن هذا الباحث العصامي ألف 12 مؤلفا وهو حاليا يعكف على تأليف كتاب جديد حول النخبة التي ساهمت في تفجير الثورة التحريرية بتلمسان، منها على سبيل المثال لا الحصر حول الكشافة الإسلامية والشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف بتلسمان ومسيرة محمد قنانش ...إلخ.