قصة اغتيال الشاب حسني كما كتبها الزميل الصحفي المرحوم جمال زعيتر تحت اسم " بو زهرة " في الجمهورية عدد الصادر بتاريخ السبت 25 ربيع الثاني 1415 ه الموافق ل 1 أكتوبر 1994 العدد 9921 .للتذكير أغتيل الصحفي جمال الدين زعيتر 5 أشهر بعد الراحل حسني في 17 فيفري 1995 . كل شيء ابتدأ بسماع طلقات رصاص عكرت صفو أمان حي قمبيطة الذي لم يعد أمنا منذ مدة طلقات حولت كل شيء إلى قلق و اضطراب و جري و ركض في جميع الاتجاهات بحثا عن مصدر هذه الطلقات النارية فيما كان الآخرون يفرون من هذا المكان تجنبا لأي أذي أو حادث آخر . هي إلا لحظات حتى تكثف المئات حول مكان الحادث و الذي أضحى قبلة أحياء وهران قاطبة و دون انقطاع بحثا عن الحقيقة التي لم يتقبله في بادئ الامر حتى وقف عليها . الحقيقة هي إنهم قتلوا " حسني " في منتصف نهار الخميس ، يوم خريفي جميل تنبعث منه نسمات البحر القريب من مكان الحادث و الذي به عاش حسني و ازداد و عرف الشهرة و به توفي و كل ذلك انقضى في فترة قصيرة 26 سنة التي عاشها الفقيد من مواليد 1 فبراير 1968 بوهران. حادث مأساوي وقف عليه العشرات من الناس حيث تمت أمام اعينهم عملية القتل في لحظات ثم الهروب في دقائق فكيف كان ذلك ؟ . قبل منتصف النهار بدقائق " حسني " كان مع أصدقائه بالمقهى المعتاد عليه و الذي يبعد عن مقر سكانه ببضعة أمتار و هو المقهى الكائن بنهج جلاط الحبيب و يحمل اسم مقهى الشباب بعد ذلك "حسني" يخرج من المقهى المذكور يصعد في سيارته من نوع 405 فيصل إلى الشارع الذي يقع فيه مسكنه الشارع اسمه "ميلود بن محمد فيبقى " واقفا كعادته بهذا المكان الذي هو نقطة تقاطع مع نهج جلاط الحبيب و هو مكان محب لدى " حسني " و به تلقي مع جيرانه و أصدقائه بالحي و هذا المكان لا يبعد عن مسكن أسرة حسني سوى ب50 مترا و هو مكان كثير الحركة و المرور. لم تدم وقفة حسني الذي كان رفقة شقيقه إلا لحظات حتى تقدم شاب مرفوق بآخرين ( المجموع ثلاثة على حسب شهود عيان) فعانقه الأصدقاء و فجأة يمد بيد إلى صدره مخرجا تحت معطفه الجلدي مسدسا اتوماتيكيا فيطلق عليه رصاصة أولى في الصدر ( وجهة القلب) و يزيده أخرى في الرأس ( البعض يقول رصاصتين في الرأس). حسني يسقط ملفظا أنفاسه على التو و شقيقه الذي كان يصطحبه أغمى من شدة الصدمة و بشاعة المنظر ثلاث رصاصات عن قرب كانت بمثابة إظهار رغبة القاتل المتمثلة في انه لا يريد لحسني أي أمل في النجاة بعد تنفيذ عملية القتل ، صرع الشبان المسلحون في عملية الهروب التي تواصلت عدة دقائق حاملين معهم مسدساتهم في أيديهم قصد تخويف المارة . بعد قطع مسافة 100 م أو اقل يصطدمون بشرطي في زى مدني كان يحمل معه مسدسه فيدخل معهم في اشتباك فيتمكنون من الفرار اخذين طريقا آخر ثم ينعرجون بشارع آخر و هنا يرغمون صاحب سيارة من نوع "رونو 12 داسيا" بالقوة على النزول فيقرون بالسيارة المذكورة التي تم العثور عليها في العشية بحي ( belair) . ينتهي السيناريو " الدرامي " في دقائق اقل من أصابع اليد الواحدة و تسرع الناس باتجاه مكان الحادث للتعرف عن نتيجته النهائية فكانت مأساوية جدا حسني لفظ أنفاسه رغم الإسعافات التي حدثت داخل سكناه ثم المستشفى الذي قيل ان به توفي بصورة نهائية بمجرد وصوله إليه و بمجرد إشاعة الخبر أضحت "قمبيطة" مقصد عشاق المطرب الذين قدموا حتى من المدن المجاورة و الأغلبية منهم شباب و شابات لم يستطيعوا تمالك أنفسهم لينفجروا تارة بالبكاء و تارة يغمى عليهم. رافقوه إلى مثواه الأخير بالآلاف و خصصوا له موكب جنائزيا رهيبا حتى قيل أن وهران كلها تحولت إلى "قمبيطة" ثم إلى عين البيضاء.