تتواصل بمدينة سعيدة الأمسيات الأدبية العبقة التي تنشطها سيدات الإبداع الجزائري في إطار فعاليات المهرجان الوطني لسينما وأدب المرأة، حيث استمتع عشاق الكلمة الراقية أمس بجلسة أدبية في القصة والرواية حضرها عدد كبير من المثقفين والأدباء من أجل تعزيز اللقاء الذي كان ثريا بأساليب البلاغة العربية المألوفة من مجازات و تعابير وتشبيهات وخيال، حيث التقت فيه مبدعات السرد القصصي والروائي لتنسجن عالمهن الخاص المنمق بأحلامهن وخيالهن الأنثوي، سيدات اقتسمن ذكريات الألم والفرح ليدونها على صفحات بيضاء تكشف المتواري والمجهول، حيث كانت البداية مع حسناء بشار الكاتبة والإعلامية "جميلة طلباوي" التي قدمت روايتها الأخيرة "الخابية" الصادرة عن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار في أكتوبر 2014، وهي رواية أماطت فيها اللثام عن الفضاء الصحراوي والإرث الإنساني لمنطقة الجنوب وما تشهده من شواهد تاريخية أصيلة، كما قدمت أيضا في مداخلتها قصة "تلوسان" المنتقاة من مجموعتها القصصية "كمنجات المنعطف البارد"، مع العلم أن الكاتبة تملك في رصيدها الأدبي العدد من المؤلفات الروائية والقصصية المميزة، فأول رواية لها كانت ''أوجاع الذاكرة'' التي صدرت عام 2008 عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق . من جهة أخرى كانت الكاتبة "فتيحة السبع" من ولاية تيارت هي الأخرى حاضرة في هذا اللقاء الأدبي الذي جمع كوكبة هامة من مبدعات القصة والرواية، حيث سردت على مسامع الحضور مقاطع قصيرة من كتاباتها التي استوحتها من فترة العشرية السوداء ووحي الثورة المجيدة، و بقراءة متأنية شاعرية شدت انتباه الحضور واستحوذت على مشاعرهم وقلوبهم، مثلها مثل الشاعرة "هجريس رقية" التي قدمت خصيصا من ولاية أم البواقي لتشارك في هذا الموعد الثقافي الهام، مع العلم أن الأديبة عضو في المجلس الوطني لاتحاد الكتاب الجزائريين، وعضو في المجلس التوجيهي لدار الثقافة "نوار أبو بوبكر" بأم البواقي، لها باقة مميزة من الأعمال الأدبية والشعرية ، نذكر منها مجموعتها القصصية "ابنة التربية" الصادرة عن دار الهدى عام 2000، "أطياف قصصية" الصادرة عن دار الكتاب العربي عام 2002، قصة للأطفال بعنوان "عرس الطبيعة" الصادرة عن دار الكتاب العربي الجزائر عام 2003، "لمن تصدح الطيور" لعام 2005، و أخيرا مجموعتها القصصية "هؤلاء".
