حركة غير عادية تعرفها أروقة مركز الطفولة المسعفة بحي سانت إيبار بوهران يوميا لاسيما بهو قاعة المعيشة التي تضم نحو 47 طفلا يتراوح أعمارهم مابين أيام فقط و6 سنوات كتب القدر أن يولدوا عكس أقرانهم من البراءة من أب مجهول وأم قبلت طوعا أو قهرا التخلي عنهم بمصالح الولادة بمستشفيات الولاية و بشوارع المدينة دون أدنى شعور بالآثار النفسية التي قد يخلفها غياب الأم بالدرجة الأولى في حياة هؤلاء الأطفال الذين تسعى الإدارة جاهدة حسب مديرتها إلى وضعهم لدى العائلات الحاضنة ممن تفتقر إلى نعمة الخلفة ' بكسر الخاء' مباشرة بعد بلوغهم 3 أشهر محمد..إسلام .. أيمن من هؤلاء الأطفال الذين لم يعوا بعد ما يدور حولهم كونهم لا يزالون في سن البراءة وجدناهم يجرون ويمرحون بأروقة قاعة المعيشة كل واحد يضم لعبته أو دراجته أو وسادته فرحا بقدومنا كونهم ألفوا قدوم أهل البرّ والإحسان إلى ' بيتهم ' ممن بجدون في هذه الفئة الأولوية في تلقي الصدقات والزيارات حتى أن قدومنا تزامن مع نزول واحدة من هؤلاء المحسنين اللواتي رفضت الإفصاح عن نفسها ضيفة بالمركز واعتبرت ما تقوم به واجب و '' الصدقة تجوز في هؤلاء الصغار'' على حد تعبير السيدة التي قالت عنها مديرة المركز أنها من المترددات المخلصات التي لا تنقطع بصدقاتها على الأطفال من فواكه وحلويات وعصائر و أجبان وكل ما يشتهيه هؤلاء النزلاء وهم في هذه السن المبكرة من الحياة ولا تكتفي السيدة على غرار جل المحسنين والمحسنات الذين يترددون دوريا على المركز بتقديم المساعدات المادية بل تتعدى ذلك بتخصيص ساعات لمقاسمة هؤلاء الفرحة وهو ما جعل الأطفال يتعلقون بها فتجدهم يهللون بقدومها كل ما حلت بالمركز وعن الواقع النفسي لهؤلاء الأطفال أكدت مديرة المركز أنه لا يمكن الحكم على نفسية الطفل لأنه في هذه السن بذات لا يستطيع التفريق بين العائلة والمركز كونه في حالة اكتشاف العالم الذي من حوله لذا تراه يربط جسور الاتصال والتواصل مع كل المربيات ممن وجد لديهن العطف والحنان باعتبارهن الأقرب إليه من خلال سهرهن على تربيته والتكفل بانشغالاته وبالرغم من هذا تضيف محدثتنا أن هناك برنامجا تربويا تسهر الإدارة بما فيها من مربيات على تطبيقه فبغض النظر إلى الرضع الذين خصصت لهم قاعة من غرفتين لكل واحد سريره تسهر المربيات على تغيير الحفاظات ومنحهم الحليب في أوقات الرضاعة حسب برنامج خاص ناهيك عن العناية الطبية التي يوفرها لهم المركز من خلال طبيب يتواجد يوميا بهذه الهيئة العمومية ذات الطابع الاجتماعي تقوم الإدارة بتسجيل الأطفال الذين لم يسعفهم الحظ في إيجاد عائلة كافلة خلال الفترة المحددة واضطروا المكوث بالمركز إلى سن السادسة '' تقوم بتسجيلهم '' بمراكز الحضانة والمدارس الابتدائية في السن الملائمة لذلك بهدف محاولة إدماجهم في المجتمع حتى أن المديرة تطلب في كل مرة من المربيات أخذ الأطفال معهم عند الخروج من المركز لشراء لبعض اللوازم و جعلهم يكتشفون العالم الخارجي نوعا ما مبكرا كما تشارك الإدارة الأطفال فرحة المناسبات السعيدة الدينية والخاصة كأعياد الميلاد من خلال تنظيم الحفلات والنشاطات وخلق جوّ مفعم بالحنان يساعد على نمو الطفل حتى وإن لم يعوض حضن الأم الطبيعية