نظمت مديرية الشؤون الدينية بالتنسيق مع كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية جامعة 1 أحمد بن بلة، ملتقى دوليا بعنوان "مفاتيح ومصابيح حول سيرة ومسيرة الدكتور طالب عبد الرحمان العلمية والعرفانية، بالجامع القطب عبد الحميد بن باديس بوهران، وأجمع الأساتذة المتدخلون بأن العلامة طالب عبد الرحمان "حفظه الله" يمثل أحد العلماء الأفذاذ الذين زاوجوا بين الشخصية والسيرة، حيث أنه كان متواضعا ويجلس في مؤخرة المجلس، حيث أن شخصيته أثرت في منهجه وامتازت دائما بصدق المخبر وجمال المظهر، وأكد الدكاترة والأكاديميون الذين أثروا هذا الملتقى بمداخلاتهم القيمة، بأن الشيخ طالب عبد الرحمان، عاش للأمة والهمة، حيث سخر حياته وجعل مهمته الأولى إصلاح الأمة وقيادتها إلى بر الآمان بثقافته وجهده العلمي المستنير، وصرح الدكتور حسوني بوبكر، بأن الدكتور طالب، كان "عفو الفكر وصفو النظر" وأنه كان يعمل دائما بمقولة الفلاسفة الجهابذة "المعنى الدقيق في العبارة السهلة"، حيث أنه غار وغاص في التراث الفقهي المعقد بلغة سهلة سلسة، فجمع بين التأصيل والتدليل بل وحتى بين الحجاج النقدية والعقلية، ومارس النقد البناء ولم يمارس النقض الهدام، حيث أنه كان يستدل بالكتاب والسنة والقياس، وأضاف الأستاذ المحاضر أن الدكتور طالب عبد الرحمان حفظه الله، الذي من المنتظر أن يتم تكريمه اليوم في اليوم الثاني من أشغال الملتقى بمعهد الحضارة الإسلامية بوهران، تأثر ب أبي اسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد الشاطبي وأظهر مذهب الإمام الأكبر مالك بن أنس في أحلى حلة، فمنهج الاستدلال الذي اعتمده، كان الجمع بين الأثر الصحيح والنظر الفسيح، فلم يخرج قط عن فلسفة الاستدلال في المذهب المالكي، حيث أنه كان واقعيا ودرس الأمور التي تتعلق بالعمليات التجميلية ونقل الأعضاء البشرية نظرة متبصرة علمية وأكاديمية، لذا يختم الأستاذ حسوني بأن العلامة جمع المصالح الشخصية الجزائرية، الفقه المالكي والتصوف الأشعري. وقد ثمن العديد من الدكاترة المحاضرين هذه المبادرة خصوصا أن الشيخ طالب عبد الرحمان، قدم العديد من البحوث العلمية وساهم بفكره المستنير في تنوير النشء وتحليل الأمور الدينية والدنيوية وأن مثل هذه الملتقيات تؤكد مدى احترام وتبجيل العلماء الذين يعرفونه أو حتى الذين تتلمذوا على يديه بفضله وفضيلته في تقديم منهج مبسط، سمح ومستفيض.
