لم يتمالك الجالسون على مقاعد المحكمة أنفسهم من الضحك لما حاول الماثل أمام القاضي الدفاع عن موقفه بهدف الافلات من العقاب بالقول «سيدي الرئيس ، أنا و المشاكل خطان متوازيان لا يلتقيان والدليل على صحة كلامي هو صحيفة سوابقي العدلية التي تضاهي البياض في نصاعته، أبلغ من العمر 43 سنة و مع ذلك هذه هي المرة الأولى التي تلج فيها قدماي محكمة مما يبين لك سيدي أنني شخص سوي و مستقيم ، أما عن سبب مثولي اليوم أمام سيادتكم المحترمة فيرجع إلى خطأ جسيم ارتكبه هذا السيد الذي يرتدي ثوب الضحية فمنذ 14 سنة خلت قمت بتركيب طاقم أسنان عنده باعتباره طبيبا مختصا في هذا المجال ومنذ فترة وجيزة و بينما أنا مشغول بتناول طعامي انكسر الشق العلوي إلى نصفين فلجأت إليه كي يصلحه أو يستبدله بآخر، الغريب في الأمر سيدي القاضي أن هذا الطبيب خيرني بين ترقيع الطاقم القديم أو صناعة آخر جديد لكن في كلتا الحالتين سيتقاضى مبلغا كاملا وكأنه غير مسؤول عن الأول الذي انكسر بسبب نقص كفاءته أو غشه في العمل ، و كأي جزائري سريع الالتهاب غلى الدم في رأسي و دخلت في مشاحنات و ملاسنات معه انتهت بتبادل اللكمات و بحكم أنني ملاكم سابق فقد كسرت له بعض أسنانه».