الطلاق لا ينازع أحد في حاجة الزوجين إليه أحيانا ، حينما يتعذر العيش معاً تحت سقف واحد ، وإذا بلغ النفور بينهما مبلغا ، يصعب معه التودد والاستمرار ، فالواجب أن يتفرقا بالمعروف والإحسان ، كما اجتمعا بهذا القصد ، كما قال الله تعالى : { وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً }(النساء:130) .لكنه في الوقت نفسه عظيم الخطب ، شديد الآثار والأضرار ، فكم هدَّم من بيوت المسلمين ، وكم قطَّعَّ من أواصر للأرحام ، وفرَّقَّ من شَمْلٍ للأولاد ، ومن ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة خاصةً منه ، ومن طلبه من غير حاجةٍ مُلْجئةٍ وملحةٍ له . عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أيما امرأة سألت طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة )(الترمذي) . وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجىء أحدهم فيقول : فعلتُ كذا وكذا ، فيقول : ما صنعتَ شيئاً . قال : ثم يجىء أحدهم فيقول : ما تركتُهُ حتى فَرَّقْتُ بينه وبين امرأته ، قال : فيدنيه منه ويقول : نِعْم أنت )(مسلم) . قال الأعمش : أراه قال : ( فيلتزمه ) أي : يضمه ويعانقه .