يعتبر شاطئ الأندلسيات بوهران، من أبرز وأشهر شواطئ الولاية، إذ ما زال إلى حد اليوم يستقطب العديد من السياح ومن مختلف ولايات الوطن وحتى خارجها، خصوصا وأنه يحتوي على العديد من المرافق السياحية التي عادة ما تكون محجوزة بأشهر قبل انطلاق موسم الاصطياف. لاحظنا ونحن نجري جولة استطلاعية بهذا الشاطئ الفسيح، وجود العديد من العائلات التي أبت إلا أن تقضي عطلتها الصيفية بهذا المكان الهادئ و الجميل، ضف على ذلك وجود الأمن ولاسيما دوريات الدرك الوطني التي كانت تتنقل بين الفينة والأخرى لضمان راحة وسكينة المواطنين، الذين وجدناهم رفقة أبنائهم وبناتهم يستمتعون بحرارة الشمس الحارة الدافئة... فعلا كان الشاطئ خلابا وساحرا، وما زاد من جماليته تلك الرمال الذهبية الناعمة التي كان يصنع منها الأطفال قصورا وقلاعا وأشكالا هندسية بديعة، هذا دون أن ننسى قيام أحد المستثمرين بجلب مجموعة من الألعاب المائية الضخمة الزاهية الألوان، لفائدة الأطفال وحتى الشباب الذي كان يتدافعون الواحد تلو الآخر، للقفز من علوها الشاهق والغطس مباشرة في مياه "الأندلسيات" الزرقاء المنعشة، كما لاحظنا كذلك إقبال العديد من المصطافين على مختلف أنواع القلادات المزركشة والمصنوعة بطريقة يدوية باهية ومتلألئة، حيث كانت تتراوح أثمانها ما بين 300 إلى 500 دج حسب النوعية وشكلها وحجم كل قلادة، فضلا عن قيام العديد من الباعة المتجولين القادمين من مختلف ولايات الجنوب الجزائري، ببيع الشاي ومختلف الحلويات و"الفول السوداني" بأسعار متفاوتة وحسب نوعية كل مادة استهلاكية يعرضها هؤلاء الباعة الذين كانوا يغطون رؤوسهم برداء يحميهم من أشعة الشمس اللافحة. مثلجات و مأكولات على الكورنيش وأما في الليل فشاطئ الأندلسيات خصوصيات وجمال منقطع النظير، حيث تُداعب أمواج البحر الرمال الذهبية، ما يلطف نسمة الهواء العليل الذي ينعش الأجسام، بعد يوم كامل من الحرارة المرتفعة، إذ لاحظنا على طول "الكورنيش" تواجد الكثير من العائلات التي قدمت رفقة فلذات أكبادها لتناول مختلف المثلجات والمأكولات، حيث لم نجد مكانا نجلس فيه من كثرة الاكتظاظ، مما يجعل الزائر إلى هذا المكان تستهويه أمواج البحر الهادئة لاسيما إذا زيّن جلسته بكأس الشاي صحراوي معطر، هكذا عشنا أجواء ممتعة وسط كم كبير من المصطافين الذين لم يناموا إلا مع بزوغ فجر اليوم الموالي، كيف لا؟ والمكان الطي قصدناه كان ساحرا وخلابا والطبيعة هادئة وبديعة.