- الأضواء الكاشفة الصادرة من الأبراج تشغل بالطاقة الشمسية يعاني حراس المنارات البحرية التابعة لوحدة وهران للديوان الوطني للإشارات البحرية ONSMالتابع بدوره لوزارة الأشغال العمومية ، من ظروف عمل متدنية وظروف اجتماعية مزرية اضطرتهم لانتهاج البريكولاج كوسيلة للحفاظ على استمرار مهام حساسة وإنسانية يتكلفون بها خلال مداومتهم ، حسب ما كشفت عنه مصادر عمالية من وحدة وهران لهذه الهيئة المشرفة على تسيير عدد من المنارات البحرية المنتشرة بساحل وهران. -عمل شاق محفوف بالمخاطر وقفت "الجمهورية " على واقع اجتماعي ومادي مزري يعيشه حراس المنارات البحرية أول أمس ، ولم نصدق أن حراس هذه المنارات البحرية التي تقود البواخر التي تنقل المسافرين والمنتجات العديدة وحتى ناقلات البترول ليلا في عرض البحر عن طريق الأضواء الكاشفة ويقومون بمهام إنسانية بالدرجة الأولى ويساهمون في إنقاذ الأرواح ، يعانون الأمرين للوصول إلى المنارات الموروثة عن الحقب الاستعمارية المختلفة ، الواقعة في قمم المرتفعات الجبلية الساحلية ، وقد يتبادر للذهن أن الديوان الوطني للإشارات البحرية الذي يشرف على تسيير هذه المنارات يوفر النقل البحري لحراسها لكن تبين أن معظمهم يستعينون بالصيادين لإيصالهم لسفوح الجبال التي تقع في قممها المنارات التي يقبعون فيها لمدة 10 أيام كاملة ،والويل لمن نفذت منه المؤونة فقد يهيج البحر وتتقطع بهم السبل مما يضطرهم لاتخاذ مسالك جبلية وعرة للوصول إلى اقرب قرية للتزود بالمؤن ، وباستثناء منارة جزر حبيباس التي يتم نقلهم إليها بواسطة قوارب تابعة للديوان فان باقي المنارات التي تشرف عليها وحدة وهران ترك حراسها "ليتدبروا امورهم " بأنفسهم ، إذ لولا كرم الصيادين وجودهم ، لما اشتعلت أضواء المنارة الواقعة في رأس الإبرة CAP DE LIGUI الواقعة على قمة جبل يبعد عن قرية كريشتل ب7 كلم ، ناهيك عن منارة أخرى واقعة في منطقة تسمى "رأس ليلو" CAP LILOU في ارزيو ،وباستثناء منارة رأس فالكون الواقعة في عن الترك التي يمكن السير على الأقدام للوصول إليها فان باقي المنارات التابعة للديوان المذكور تقع في أعلى قمم جبلية معزولة لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق البحر ورغم ذلك يكشف العمال أن الصيادين يتكرمون على الحراس بنقلهم إليها بقواربهم الصغيرة -لم يستفيدوا من رفع الأجور منذ 1998 سنة ولم تقتصر معاناة حراس المنارات البالغ عددهم 14 عونا يتناوبون على حراستها وتشغيلها على مشكل النقل، إذ أصبحت معظم هذه المنارات الموروثة عن حقب زمنية غابرة في حالة متقدمة من الاهتراء ، بسبب عدم صيانتها بينما لا يتم مراقبة نوعية المياه التي يشربها العمال التي يتم إنتاجها بطريقة تقليدية موروثة معروفة منذ العهد الاسباني حيث تتكفل بهذه المهمة أجهزة قديمة جدا على شكل صهاريج مفتوحة على الهواء الطلق تتكفل بتجميع وتحلية مياه الأمطار لم تراقب نوعية مياهها المصفاة منذ زمن بعيد مما يهدد الحراس بالإصابة بأمراض معروفة ناجمة عن استهلاك مياه ملوثة ،والأغرب من ذلك أن الأضواء الكاشفة التي تصدر من أبراج المنارات تشتغل عن طريق ألواح الطاقة الشمسية التي قد تتوفر أو تغيب في النهار ، إذ من المفترض حسب مصادر عمالية أن يتم تزويد المنارات بمولدات احتياطية تشتغل بالوقود لكنها متوقفة ومعطلة بسبب عدم صيانتها ، ولا يتوفر الحراس على أجهزة اتصال عن طريق الموجات اللاسلكية فهم يتواصلون مع العالم الخارجي بالهاتف النقال ؟ ، الذي قد ينطفئ ويبقى العامل معزولا بلا مؤونة هنالك لأيام عديدة ، ويقول الحراس أنهم يتعرضون لأخطار عديدة أخرى تتطلب تسليحهم فالمنحرفون يجوبون تلك المسالك التي يجوبونها هم أيضا للوصول إلى المنارات، وكثيرا ما يتعرضون لمضايقات منهم ولا يشفع لهم سوى "حسن المعاملة " للنجاة بجلدهم حيث يغلقون أبواب المنارات على أنفسهم ليلا ،ويضيف العمال انه بالرغم من هذه الظروف إلا أنهم رفعوا التحدي وواصلوا مهامم الشاقة خاصة في العشرية السوداء إلا أن أجورهم الشهرية لم تتزحزح عن 19500 دينار منذ 1998 رغم كل هذه التضحيات في سبيل استمرار المهام الإنسانية والحساسة التي يقومون بها ؟ فبعضهم افنى عمره في توجيه البواخر التي تحمل المسافرين والسلع الثمينة وناقلات البترول وغيرها ولا يزال في سلم تنقيط رقم 1 رغم الخبرة والاقدمية ، وأمام كل هذه الأوضاع راسل العمال الديوان المركزي للإشارات البحرية الواقع في العاصمة ، مطالبين برفع الأجور الشهرية ، خاصة وان أجرهم الأساسي لازال 9000 دينار منذ سنوات مطالبين من الوزارة التابعين لها الالتفات لوضعيتهم المهنية المزرية