تميز الدخول الأدبي هذه السنة ، بصدور رواية "الليلة الأخيرة للريس" ، عن دار "جوليار" الفرنسية ، من توقيع الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا ، الذي تقمص فيها شخصية الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي ، و بمناسبة الصدور العالمي لهذه الرواية بعشر دول ، من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية ، استضافت العديد من القنوات الفرنسية الروائي ياسمينة خضرا ، للحديث عن مؤلفه الجديد واصفة إياه بالروائي الأكثر مقروئية في العالم ، حيث أكد في أكثر من برنامج ثقافي ، أن هذا النص كان يشغل تفكيره منذ عدة سنوات ، و شكلت الرواية هاجسا له طوال هذه المدة ، وهو ما جعله يكتبها في ظرف قياسي لم يتعد الثلاثة أسابيع ، ذلك أن الشخصية المحورية للرواية سكنته إلى أبعد الحدود ، رغم أنها لا تشبهه و لا يتقاسم معها نفس النظرة حيال العالم ، فقرر بذلك رفع هذا التحدي ، لمعرفة من يكون هذا الرجل ، الذي شغل الرأي العام العالمي خلال حكمه ، فانطلق من ليلة اغتياله ، باعتبارها أهم و أقوى اللحظات في حياته ، حيث كانت الساعات الأخيرة قبل نهايته يقول ياسمينة خضرا ، فرصة لمساءلته و فهمه ، لكن هذا لم يمنعه من سرد محطات جد مهمة من حياته ، بسلبياتها و إيجابياتها ، باعتبار أنه كان يحب شعبه ، لا سيما طفولته التي عان فيها التهميش ، كونه كان فقيرا ، ومحتقرا من قبل الطبقة البرجوازية في عهد الملك إدريس يقول خضرا، الذي أوضح في هذا السياق ، بأن الراحل معمر القذافي ، كان يشعر بأنه نكرة ، وهذا ما دفعه إلى أن يكون كل شيء ، و قد حرص الكاتب أيضا حسب تصريحاته ، على رصد بعض من طباع الزعيم الراحل ، لا سيما غضبه و تمرده حيال العديد من القضايا ، مستندا في ذلك على بعض المواقف و القصص الحقيقية ، التي كشفها له أحد أصدقاء الزعيم الراحل القدامى ، و هو ما سعده على تقمص هذه الشخصية الفريدة ، بكل أبعادها و يسرد ساعاتها الأخيرة ، ليصور للقارئ لحظة السقوط بتفاصيلها ، وفق ما أملتها عليه مخيلته ، التي رسمت ملامح و فصول هذه الرواية ، مع احتفاظه بصوت الزعيم الراحل، الذي ظل مدويا حتى النهاية.