عرفت أشغال اليوم الثاني من الملتقى العربي الخامس للأدب الشعبي الذي تنظمه الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي بالتعاون مع المكتبة الوطنية الحامة بالعاصمة تقديم عدد من المداخلات العلمية التي ألقاها باحثون و أكاديميون جزائريون وعرب حول ظاهرة السخرية في النص الشعري الشعبي العربي، حيث تحدث الدكتور اللبناني " محمد العريبي " في مداخلته " المشهدية الساخرة في شعر أحمد فؤاد نجم " الذي يعتبر أيقونة الشعر الشعبي المصري و أبرز شاعر في مجال شعر السخرية التي تترجم واقع المجتمع العربي إلى جانب " بيرم " التونسي ، أما الأستاذة الجزائرية " سعيدة حمداوي " فتناولت في مداخلتها " الوصف التهكّمي في قصيدة " مابقاش رجال " للشاعر الجزائري" كمال شرشار " ، حيث ركّزت على إشكالية التهكّم السّاخر الذي يعتبر في حدّ ذاته فلسفة لمحاولة استرجاع تلك السلوكيات من خلال حماقات البشر لكن دون السقوط في السخرية السلبية التي تسيء للأخر، و قصيدة " مابقاش رجال " تعبر عن اختفاء النخوة الموجودة عند الرجل . من جهته أكد الدكتور المغربي مراد القادري في مداخلته " السّخرية في القصيدة الزجلية المغربية الحديثة ، الوجهات و الآليات " أنّ الكتابة بالعامية ظلّت لتاريخ طويل ، على هامش الآداب المكتوبة بالعربية الفصحى ، أما السّخرية فهي نص مضاد لخطاب المؤسسة المتمثل في مفهوم" آداب الكلام اللائق " ، و هي الأخرى تقوم بخرق قواعد الكلام المؤسّسي و الآداب الخطابية ، بل إنها تتسم بأهمية كبرى لأنها تحول الكلمات إلى نقيضها و تنقل الدلالات من وضعها المشترك إلى احتمالات مفاجئة، كما تحدث الدكتور " مراد القادري " عن مصادر السخرية في شعر " أحمد لمسيّح " خاصة في البناء النّصّي الذي استند إليها في صوغ تجربته منذ ديوانه الأول " رياح ... التي ستأتي " الصادر سنة 1976، لتصبح نبرة أثيرية لا تفارق شعره . وفي ذات الجلسة العلمية قدم الباحث الأردني " فوزي الدغمي" مداخلة حول السخرية في الأدب الشعبي الأردني ... المقالة الصحفية نمودجا " و التي ركز فيها على ما يقدمه الإعلام من خلال تدوين التراث الشعبي بطريقة غير أكاديمية ، لكنها تعتبر مادة مهمة بالنسبة للأكاديميين الذين يجدونها قاعدة أساسية يمكن أن تفيد الأدب الشعبي ، أما الشاعر المصري " طارق أبو النجا " فقد ركز على السخرية في النص الشعري الشعبي العربي ، واستطاع الدكتور عثماني بولرباح من جامعة الأغواط تسليط الضوء على الأبعاد الرمزية و إيحاءاتها التعبيرية في النص الشعبي الجزائري ، من خلال تركيزه على أعمال شاعرين اثنين في الأدب الشعبي و هما " توفيق ومان" و" علي عبد اللاوي " ، إلى جانب مداخلات أخرى لأسماء أدبية وشعرية معروفة على غرار الدكتورة اللبنانية إكرام الأشقر و الباحث المصري عبد الواحد محمد .