تبقى المزارع عبر ولاية تيارت مهجورة نتيجة الفرار الجماعي للعديد من الفلاحين والاستقرار بالمدن ورفضهم العودة إليها مجددا وخدمة الأرض وهذا ما وقفنا عليه بتاقدمت على بعد 20 كلم من مدينة تيارت فهذه المزارع بقيت تبكي على الأطلال طيلة سنوات فيما تخلى الفلاحون عن زراعة أراضيهم الخصبة والمنتجة للقمح ومشتقاته ومن أهم ما أكده الفلاحون أن العودة إليها أصبح بالأمر المستحيل لعدة أسباب وأهمها أشغال السكة الحديدية أو توسعة الطريق الولائي الذي يمر عبر تاقدمت وصولا إلى حدود سعيدة كما أفاد بعضهم أن استقرارهم داخل المدن منذ العشرية السوداء أدى بطبيعة الحال إلى عدم التفكير في الاستقرار مجددا بأراضيهم الفلاحية وليس فقط منطقة تاقدمت تعاني من هذا المشكل بل تعدت إلى مناطق أخرى . وبالرغم من البرامج الضخمة التي خصصتها الدولة منذ 1999 قصد اعمار الأرياف وإقناع الفلاحين بالعودة إلى مناطقهم الأصلية يبقى مشكل نقص اليد العاملة فأغلب الشباب يرفضون العمل طيلة اليوم مقابل 700 دج للصندوق الواحد من البطاطا ويرى الفلاحون أن القطاع أصبح الآن يعاني أكثر من هذا المشكل بسبب عزوف أبناء الأرياف عن العمل مما دفع بالكثيرين من السكان بالرحيل إلى المدن والبحث عن العمل ,وإن شرعت الآن مصالح الفلاحة بفتح مجال أمام الشباب لاستثمار الأراضي عن طريق حق الامتياز بمساحات تصل إلى 10 هكتارات و100 هكتار للاستثمار بها إلا أن العراقيل تدفع بالعديد منهم للتخلي عن فكرة استصلاح أراضي بور والعمل بها لأسباب تأتي في مقدمتها عدم توفر المياه الجوفية أو اختيار مواقع تكون داخل أراضي للأعراش وصعوبة الحصول على القروض البنكية اللازمة كما أن دعم المناطق الريفية لم يرق بعد إلى المستوى المطلوب فالبعض منها تتوفر على البناءات الريفية عن طريق مجمعات إلا أنها ما زالت مغلقة لحد الآن ولم يلتحق أصحابها مما دفع ببعض الفلاحين بالقول أنه يتعين الآن على السلطات المحلية إعادة النظر في دعم الفلاحين والمناطق الريفية بالأموال أي بمعنى مراقبتها أكثر وإلزام المواطنين بمن تحصلوا على قروض لبناء سكنات ريفية بالالتحاق بها وتسهيل وتدليل العقبات التي تواجه الفلاحين .