وقع الكاتب " بوزيان بن عاشور" أمس بمقر بلدية وهران روايته الجديدة " قمر أو الوقت المقتصر " الصادر عن الوكالة الوطنية للنشر والإشهار بحضور رئيس بلدية وهران السيد " نور الدين بوخاتم " و عدد من المثقفين والباحثين، و كذا الكتاب والإعلاميين الذين تابعوا باهتمام ملخص الكتاب الذي يروي فيه المؤلف عبر 160 صفحة قصة " صابر " الذي فقد حبيبته " قمر " خلال العشرية السوداء، ما جعله ينظم قصائد في الشعر الملحون يعبّر فيها عن ولعه بحبها و ألم فراقها ، و في هذا الصدد أوضح " بوزيان بن عاشور" أن شخصية بطله مستوحاة من قصة حقيقية صادفها بمدينة تيسمسيلت عند حضوره فعاليات مهرجان الأغنية البدوية والشعر الملحون رفقة صديقه " الحاج ملياني " ، حيث لفت انتباهه رجل يرتدي زيا عسكريا راح يتغزل بحبيبته و يصفها في قصائد إبداعية راقية ، الأمر الذي أثار في نفسية " بن عاشور " الكثير من الفضول والاستياء معا ، حيث قال إنه لم يستوعب فكرة أن هذا الرجل الوطني يتغزل بامرأة في زيّ رسمي ، عوض تقديم أبيات تاريخية عن الوطن أو ما شابه ذلك ، و لأن الفضول كان قد نال منه نيلا عظيما قرر الاستفسار عن السبب في أول فرصة جمعتهما ، وكان ذلك ب " أولاد بسام " عندما باح له بوزيان برأيه و ما يخالجه من أفكار منذ مشاهدته على المنصة ، فرد الشاعر حزينا أنه يفعل ذلك من أجل ذكرى خطيبته المتوفاة ، وراح يسرد على مسامعه قصته عندما رفض أهله القبول بالفتاة التي أحبها كونها من قبيلة أخرى ، وهو ينتمي إلى " القواسم " الذين غالبا ما يزوجون أبناءهم من فتيات المنطقة ، و أخيرا وبعد موافقة والديه بفضل إمام القرية والمشايخة استطاع أن يخطب الفتاة ، لكن للأسف وخلال التحضيرات لمراسم الزفاف اغتالها الإرهاب بشناعة .. ما أدخله في دوامة من الكآبة و الحرمان .. و لأن القصة أثرت كثيرا في نفسية الروائي " بوزيان بن عاشور " قرر تدوين هذه الحيثيات بطريقته الخاصة على صفحاته البيضاء، ليقدمها في مؤلف جميل وهام أسماه ب" قمر و الوقت المقتصر " .. وفي نفس السياق وخلال اللقاء الذي حضره عدد من الكتاب و المسرحيين كشف " بوزيان بن عاشور " عن ولعه الكبير بمدينة وهران و بتاريخها العبق و حضارتها العتيقة، قائلا " أنا ابن وهران و أعشقها كثيرا " ، ما جعله يحمل على عاتقه مسؤولية الكشف عن جوانب من تاريخها وحضارتها بطريقته الخاصة ، أي بأسلوب أدبي محض ، موضحا أنه ليس مؤرخا لكنه على الأقل حاول نقل بعض الأحداث بطريقة أدبية إعلامية من أجل إماطة اللثام عن بعض أسرار المدينة ومكنوناتها العريقة ، كما حاول أن يكون شاهدا على جزء من أحداثها الماضية ، و الأمر لا يقتصر حسبه على المؤلفات الروائية ، بل أيضا على نصوصه المسرحية التي لا تخلو هي الأخرى من المشاهد الدرامية و الاجتماعية التي لها علاقة بالمدينة التي يعشقها كثيرا .. لكن للأسف – يقول بن عاشور – إنها لم تنل حقها من الاهتمام سواء من ناحية البحث التاريخي أو الطرح الأدبي و الفني ..و.ما فيما يخص روايته الأخير " قمر و الوقت المقتصر " صرح الروائي أنه حاول إيجاد أسلوب أدبي خاص به ، و إحداث تغيير في طريقة معالجته لحيثيات القصة وتوظيف شخوصها بعيدا عن الروتين و الكتابة العادية في الفصول و المحاور ، وكذا تقديم نكهة خاصة به من شأنها أن تميزه عن باقي الكتاب الآخرين ، موضحا أن كل واحد منهم يتسم بأسلوبه الخاص و طريقته في السرد والتحليل ..