العمل من القاعدة لاستهداف القمة كونت اول منتخب وطني بالكرابس و توّجنا بجميع الميداليات الذهبية في اول مشاركة بالمغرب القائمون على شؤون الجيدو يتنافسون على المناصب بدل صنع الرياضيين الجيدو في عهدنا كان ثاني رياضة بعد كرة القدم خص الخبير الجزائري في الجيدو أحمد حيفري جريدة "الجمهورية" بزيارة كشف من خلالها عن قرب إصداره لكتابه "ذاكرة و تاريخ جيدوكا جزائري : خبرة 60 سنة" باللغة الفرنسية ، و الذي يتحدث فيه عن مسيرته الطويلة في الجيدو من البداية إلى اليوم. و يعتبر أحمد حيفري رمزا لرياضة الجيدو بالجزائر نظرا لخبرته الدولية الطويلة سواء كرياضي أو مدرب أو حتى حكم. و تحصل أحمد حيفري (من مواليد 1940) على أول شهادة مدرب له سنة 1968 من جامعة ليبزيغ بألمانيا في تخصص الجيدو و السباحة من الدرجة الثالثة ، لينال بعدها الدرجة السابعة باليابان و هي أعلى درجة بالجزائر. و اشغل حيفري مدربا وطنيا من 1971 إلى 1976 كما كان مديرا للإتحاد الأفريقي للجيدو من 1973 إلى 1994 و كذا مديرا فنيا لاتحاد البحر الأبيض المتوسط للعبة من 1990 إلى 1994. كما كان حيفري ، الذي يتكلم 4 لغات (الفرنسية ، الإنجليزية ، اليابانية و الألمانية) خبيرا في الإتحاد الدولي للجيدو. شارك حيفري في 5 ألعاب أولمبية و هي موسكو 1980 و لوس أنجلس 1984 و سيول 1988 و برشلونة 1992 ثم أطلنطا 1996. كما شارك في 10 بطولات عالمية آخرها كانت بكندا سنة 1993. و نال الخبير الجزائري شهادة حكم دولي من الدرجة "أ" حيث كان حكما في نهائي بطولة ما بين القارات بفرنسا سنة 1985. و يعتبر أحمد حيفري مكونا لأول منتخب وطني للجيدو و كان ذلك سنة 1971 بمركز "الكرابس" آنذاك بعين الترك في وهران. كما يعتبر حيفري أول مؤسس لفريق متعدد الأعراق للجيدو و ذلك سنة 1995 بجوهانسبورغ الجنوب – أفريقية. هذا و قد كانت الفرصة المواتية لأخذ رأي الخبير في واقع الجيدو الجزائري حاليا و الحلول المناسبة للنهوض به. كيف تصفون الوضعية الحالية للجيدو الجزائري ؟ للأسف الجيدو الجزائري ليس في المستوى المطلوب ، فمؤخرا بإحدى البطولات الدولية في تونس شاهدنا التوانسة و المغاربة يحرزون الميداليات فيما لم ينل الجزائريون أي ميدالية ، أما على المستوى العالمي فالمشاركة الجزائرية تتوقف بعد دور واحد فقط ، فمستوى الجيدو الجزائري حاليا منخفض مقارنة مع بعض الدول الأفريقية فقط دون الحديث على المستوى العالمي. و ما هي الحلول المناسبة للنهوض به حسب رأيكم ؟ يجب تكوين مدربين أكفاء و مؤهلين و العمل على القاعدة ، كما يجب تركيز العمل على جميع أنحاء القطر الجزائري و ليس فقط على مستوى العاصمة ، المواهب موجودة و لكم أن تشاهدوا الإقبال الكبير الذي يلقاه الجيدو من طرف الأطفال لكن هذه المواهب التي تعد بالآلاف تحتاج لمن يصقلها و يهتم بها ، فهناك الآن تناقض القاعات مملوءة و لكن النتيجة في المنتخب الوطني لا شيء ، و عليه فكما قلت يجب أن نعمل من القاعدة لاستهداف القمة ، وعلى سبيل المثال عندما كونت أول منتخب وطني بالكرابس جمعت حوالي 100 رياضي من كل الفئات و بدأنا في عملية التصفية إلى أن وصلنا إلى حوالي 30 رياضي ، و في أول مشاركة دولية لنا و التي كانت بالمغرب في إطار البطولة المغاربية توجنا بجميع الميداليات الذهبية أكابر و أواسط و أشبال ، و بعدها في الألعاب الأفريقية 1973 توجنا ب5 ميداليات ، ثم شاركنا في بطولة العالم بسويسرا و وصلنا إلى الأدوار النهائية . هل تعتقدون بأن بوادر تطوير الجيدو بالجزائر موجودة ؟ صراحة إذا واصلنا على هذا النهج فلن نتقدم بل بالعكس سنتراجع أكثر إلى الوراء لأن القائمين على شؤون الجيدو و عوض أن يتنافسون على كيفية صنع رياضيين في المستوى فهم يتنافسون على المناصب و يتسابقون على الكراسي و هذا لا يخدم بتاتا رياضة الجيدو ، كما أن المسؤولين يجب أن يكونوا من أهل الجيدو لكنني أشاهد أشخاصا خلال الاجتماعات لم أرهم أبدا في الميدان ، و هؤلاء مهما كانت نيتهم فلا يمكنهم تقديم الكثير للجيدو ما دام أنهم ليسوا من أهله ، و هذا يضر بالجيدو الجزائري الذي كان في عهدنا ثاني رياضة أكبر شعبية بالجزائر بعد كرة القدم علما أن الجيدو كان الرياضة الوحيدة التي يشرف عليها مدرب وطني جزائري في وقت من الأوقات. هل تتلقون طلبات و دعوات من المسؤولين للمساهمة بخبرتكم الطويلة لصالح الأجيال الصاعدة ؟ لم أتلق أي شيء و لا أدري لماذا ، ربما يخشون أن آخذ مكانهم و أقول لهم من هذا المنبر أن تاريخي ورائي و لن آخذ منكم أي شيء بل أنتم من يمكنهم الاستفادة من خبرتي ، قبل نحو سنتين قدم يابانيون مختصون في الجيدو إلى وهران و لم أعلم بالأمر إلا بعد فوات الأوان ، حيث لم تكلف أي جهة نفسها عناء الاتصال بي .