السيد (ر. أحمد) : "جرائم لا تغتفر" من مواليد سنة 1948 بوادي الناموس عشت بهذه المنطقة رفقة عائلتي منذ قبل سنة 1961 كان عمري آنذاك 12 سنة حين قدمت فرنسا بالطائرات من نوع "لاموراي" و"الصفيرات" وهيلوكبتر حيث قامت بجمع المواطنين بهدف المشاركة في الانتخابات ونقلتهم إلى سجن بشار، بعد ذلك استغلت غياب السكان وقامت القوات الفرنسية بتجارب "الرهج" على الحيوانات ضد الإبل والحمير والغنم حيث أدخلتهم في مركز التجارب الذي يحتوي على حوالي 10 بيوت مرصوصة بالحجارة والأسمنت المتواجد في مرتفعات منقطة وادي الناموس ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه المواد السامة تُبيد وتهلك المواشي خلال رعيها بالمنطقة، هذا فضلا عن النفوق الجماعي لثروة الإبل والحيوانات البرية كالغزلان والثعالب والأرانب.. وأسوأ حادثة لا تزال راسخة في ذكرياتي وكذا ذاكرة عامة السكان هي المجزرة التي راحت ضحيتها عائلة بأكملها حين استعانت بإناء نحاسي فارغ من "الرهج " يشبه "المهراس" وقامت بطبخ الطعام فيه، حيث هلك كامل أفرادها وتم دفنهم بالمنطقة وكذا أفراد من عائلة "الشلافق" هلكت قبل الحادثة ولا تزال الأم والبنتين على قيد الحياة وأحد الأفراد من عائلة القدادرة. السيد (ق.الشيخ): "إزالة السموم والتعويض" تضررنا كثيرا من بقايا تجارب الإشعاعات النووية الاستعمارية التي نفذتها فرنسا بوادي الناموس، حيث فقدنا عمي جلول الذي توفي بسموم الرهج خلال الحقبة الاستعمارية.. ونحن كسكان بهذه المنطقة نصارع الموت نتيجة بقاء النفايات الإشعاعية التي تهدد المواطنين والمواشي ومن أهم الانشغالات والمطالب التي يطرحها السكان، أنهم يأملون من السلطات المختصة والمعنية بإزالة بقايا التجارب الفرنسية ووضع حد لها بصفة نهائية بوادي الناموس التي يقطنها حاليا اكثر من 1000 نسمة منتشرين بما يزيد عن حوالي 200 خيمة ويصل عدد الناخبين بالمنطقة 600 ناخب وأكثرهم يطالبون بالتكفل والتعويضات. السيد (ب. محمد) المدعو بوشنة: "مركز العار والدمار" من مواليد 1929 ببريزينة لي حكايات مؤلمة صارخة من خلال نضالي بمنطقة وادي الناموس ومنذ أن قامت فرنسا بتجاربها الفتاكة حيث كانت تجمع الحيوانات بمركز "الرهج" وتجرب السموم عليها وفي الغالب تكون مواشي السكان من إبل وغنم ووو.. نحن نواجه أوضاعا لا تطاق نتيجة بقاء بقايا السموم التي مضى عليها أكثر من 54 سنة "التي تفتك بصحة المواطنين الرحل الذين لا ذنب لهم... علما أنه في 15 مارس 1972 فقدت حوالي 15 رأسا من الإبل في أعقاب الأمطار التي جرفت السموم من منطقة الخطر إلى وادي "الفرعة" ... وفرنسا أنجزت المركز بوادي الناموس لتنفيذ المجازر على الحيوانات والبشر إنها جرائم لا تنسى ولا تمحى من ذاكرة الشعب الذي عاش بالمنطقة .